|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله أحبَّنا وأرادَ أن يعطينا برَّه الكامل إن اتَّكلنا عليه وبما أنَّ أحداً لا يستطيع أن يتبرَّر بأعماله الشَّخصيَّة أمام الله، إذاً نحن جميعاً محكوم علينا بالدَّينونة الإلهيَّة العادلة لأنَّنا لسنا أبراراً ولا نستطيع أن نفعل الصَّلاح. هذه هي الحقيقة، لكنَّ الله أحبَّنا وأرادَ أن يعطينا برَّه الكامل إن اتَّكلنا عليه وآمنَّا بما سيفعله من أجلنا، لذلك أرسلَ إلى أرضنا إنساناً كاملاً عاشَ حياة الصَّلاح والبِرّ المُطلَق دون أن يرتكب خطيئة. قد تسأل نفسك كيف يكون ذلك إن كان ما من أحدٍ بارّ سِوى الله بنفسه؟ سأُجيبك، نَعم، فهذا الإنسان الكامل هو الله بنفسه، الذي أخلى مجدهُ وتنازلَ من عليائه وظهرَ في الجسد كي يُنقذنا من الدَّينونة الأبديَّة، ويموت عوَضاً عنَّا على عود الصَّليب حاملاً كل ذُنوبنا التي كنَّا سنواجه بها الله بأنفسنا، ومُعطياً لنا بِرَّه الإلهي الكامل. “لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيئَةِ هِيَ الْمَوْتُ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.” (رسالة بولُس الرَّسول إلى أهل روما 23:6) إذاً وبناءً على ما سبَق، فإنَّ كل من يؤمن بالمسيح وبعملهِ الذي صنعهُ من أجلنا، يُصبح بارّاً أمام العدالة الإلهيَّة بفضل بِرّ المسيح، لكن هذا لا يعني أنَّ المؤمن المُبرَّر يجب أن يعيش حياة لا تمجِّد الله، بل العكس تماماً، فنحن مُطالَبون بأن نحيا حياة البِرّ العمليَّة أي أن نُطبِّق وصايا الله ونعيش مُتمثِّلين بالمسيح، ليس كي نتبرَّر أمام الله، بل كي نعكس صورته أمام الجميع كعُربون شُكر وامتنان له على ما فعلهُ من أجلنا. “فَمِثْلَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ، فَفِيهِ اسْلُكُوا” (رسالة بولُس الرَّسول إلى أهل كولوسّي 6:2) |
|