|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كالقنّة والجزع والميعة ومثل عطر اللبان في الخيمة [15]. إنّي مددت أغصاني كالبطم، وأغصاني أغصان مجيدة وذات نعمة [16]. أنا ككرمةٍ أُنبت النعمة، وأزهاري تُثمر ثمار مجدٍ وغنى [17]. أنا أم الحب النقي والمخافة، والمعرفة، والرجاء المقدس. لذلك بكوني أبديّة، أُوهَب لكل أولادي الذين لُقّبوا بوسطته (أي بواسطة الرب) [18]. تعالوا إليَّ أيها الراغبون فيَّ، واشبعوا من ثماري [19]. تدعو أبناءها أن يأتوا إليها باشتياقٍ، ويشبعوا من ثمارها وحصادها (أم 9: 4-6). فإن ذكري أحلى من العسل، وميراثي أعذب من شهد العسل [20]. تؤكد لأبنائها إذ يقتربون إليها ويتمتعون بثمارها، يختبرون حلاوتها التي لا تُفارِق ذاكرتهم، ويرثون ما هو أحلى من العسل. الذين يأكلونني سيجوعون أكثر، والذين يشربونني سيعطشون أكثر [21]. من يأكل منها ويشرب يزداد جوعه وعطشه إليها مع شوقٍ عظيمٍ. وفي نفس الوقت من يجوع إليها ويعطش يتمتع بالشبع بها أبديًا. v لكنك لن تتوقَّف عن الحب، لأن ذاك الذي تراه هو كمن يربكك ليس بأي نوع من القلق، وإنما يشبعك وأيضًا لا يشبعك في نفس الوقت. عندما أقول إنه يشبعك أخشى أن تكون كمن قد شبع ويود أن يرحل، كما من الغذاء أو العشاء. فماذا إذن أقول؟ لا يشبعك؟ مرة أخرى أخشى أن يبدو كمن لا يشبعك، فتبدو كمن في احتياج، كمن هو فارغ، وهذا الفراغ يحتاج أن يمتلئ. إذن ماذا أقول سوى ما يمكن قوله، وإن كان بصعوبة يمكن التفكير فيه. إنه يشبعك ولا يشبعك أيضًا، إذ أجد الاثنين في الكتاب المقدس. بينما يقول: "طوبى للجياع فإنهم يشبعون" (مت 5: 6)، مرة أخرى يقول عن الحكمة: "الذين يشربون يعطشون مرة أخرى" (راجع سي 24: 21). لا، لم يقل: "مدة أخرى" بل "لا يزالون"، لأنهم يعطشون مرة أخرى، كما كانوا مثل من يشبع مرة فيرحل ويهضم ثم يعود ليشرب. القديس أغسطينوس |
|