|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآويتُموني تشير عبارة "لأَنِّي" إلى سبب إظهار المؤمنون بأعمالهم استعداداهم لذلك المَلِكوت المُعَّد لهم. كما أنَّ المَلِكوت مُعَّد لهم، يجب أن يكونوا هم أيضًا مُعدِّين له. ويظهر أنَّ كل النَّاس يُدانون في يوم القَضَاء حسب أعمالهم. ولا تناقض بين هذا وكون الخلاص بالإيمان، لأنَّه لا بدَّ إظهار صحَّة الإيمان بالأعمال. أمَّا عبارة "أَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني" فتشير إلى سبب دَيْنونَة التي تفاجئ الجَميع، وهو تقمُّص يسوع شخصيَّة الفقراء والمُعوَزين؛ ويربط كل فعل محبة بضمير المتكلم: أطعمتموني أنا. أمَّا عبارة " وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآويتُموني وعُريانًا فَكسَوتُموني، ومَريضًا فعُدتُموني، وسَجينًا فجِئتُم إِلَيَّ " فتشير إلى مظاهر الشَّقاء البشري. سيحكم الله علينا على قدر محبتنا له من خلال القريب، ومن ميزات هذه المَحَبَّة الإنسانيَّة: نُطعم الجِياع، نأوي المَطرودين واللاجئين، وان نكسو العُراة، ونزور المَرضى والمَسْجونينَ ونَعتني بهم. وهناك تَطابق بين الأعمال التي يُثني يسوع عليها وأعمال التَّقوى التي يُشيد بها الدَّين اليهودي. فالدَّين اليهودي يُطالب بهذه الأعمال "أَلَيسَ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه هو هذا: حَلُّ قُيودِ الشَّرِّ وفَكُّ رُبُطِ النِّير وإِطْلاقُ المَسْحوقينَ أَحْرارًا وتَحْطيمُ كُلِّ نير؟ أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟" (أشعيا 58: 6-8). أمَّا عبارة " عَطِشتُ فسَقَيتُموني " فتشير إلى المسيح الذي يُشيد في العهد الجَديد بأهميَّة رواء العطاش "مَن سَقى أَحَدَ هَؤلاءِ الصِّغارِ، وَلَو كَأسَ ماءٍ باردٍ لأَنَّه تِلميذ، فالحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ أَجرَه لن يَضيع " (متى 10: 42). أمَّا عبارة " كُنتُ غَريبًا فآويتُموني " فتشير إلى إكرام الضُّيوف كما أشاد يسوع "مَن قَبِلَكم قَبِلَني أَنا، ومَن قَبِلَني قَبِلَ الَّذي أَرسَلَني. مَن قَبِلَ نَبِيًّا لأَنَّه نَبيٌّ فَأَجرَ نَبِيٍّ يَنال، ومَن قَبِلَ صِدِّيقًا لأَنَّه صِدِّيقٌ فَأَجرَ صِدِّيقٍ يَنال (متى 10: 40-41)، مُطابقا بينه وبين جميع البُؤساء الذِين هم إخوته. |
|