مَن ذا الذي يحتقر الأمور الصغيرة؟! ليعطنا الرب نعمة لندرك أن قيمة أية خدمة تتوقف على تقدير الله لها، وأنّ أقل خدمة وأبسط خدمة تستحق منا كل اهتمام وتكريس الفكر والقلب، ما دام الله هو غرضها، وهو الذي وضعها على قلوبنا. والخدمة العظيمة ليست هي التي تظهر لها المظاهر العظيمة هنا، لأن الله كثيرًا ما يسمح أن لا تكون لخدمتنا نتائج ظاهرة لكي يختبر إن كنا راضين أن نسير بالاختفاء أم لا، ولكن الخدمة العظيمة هي أن نجد سرورنا في إرضاء سيدنا. وباب هذه الخدمة مفتوح أمام كل واحد منا: الصغير والضعيف كالقوي وصاحب المواهب.
لقد كان تَرْتِيُوسُ مُعِينًا للرسول بولس في كتابة رسالة رومية، وهو ما يُذكرنا بكلمة «أعوانًا» التي يشع منها جمال ناتج عن مضمونها غير المحدود، والتي ترد بين مجموعة المواهب المتنوعة وترتيبات الخدمة في كنيسة الله (1كورنثوس 12: 28).