|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد(27) السبت 13 يوليو 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله.أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية... أنا نائمة,وقلبي مستيقظ (نش5:2). هذا النشيد يعطي روح الرجاء,حتي بالنسبة إلي النائمين. ما أجمل قول المسيح للتلاميذ وهم نائمون في البستان الروح نشيط أما الجسد فضعيف. إذن فحتي لو كان الجسد ضعيفا,لايستطيع أن يتمشي مع عمل الروح, فإننا نشكر الله الذي يمتدح الروح علي الرغم من ضعف الجسد, ويعطيها رجاء. وعذراء النشيد تجد نفسها هنا (نائمة):لايقظة روحية, ولا نشاطا, ولا حرارة, ولا حيوية, ولاعمل روحي. ومع هذا النوم تري نافذة من رجاء مفتوحة:قلبها مستيقظ. علي الرغم من نومها, مازال قلبها مستيقظا,مازالت حساسة لصوت حبيبها, تسمعه وهو يقول لهاافتحي لي. إذا هو مجرد نوم,وليس موتا, ومازال القلب نابضا بالحياة. هنا حياة قد تكون خاملة, ولكنها موجودة.. الشجرة لاتعطي ثمرها,ولكنها لاتزال حية, ربما لو نقب الرب حولها ووضع زبلا, تعطي ثمرا فيما بعد..النفس نائمة ولكنها حساسة لصوت الرب ولندائه, تميزت عن صوت الغرباء, وتشعر أنه حبيبها علي الرغم من عدم صلتها به.. أنا نائمة وقلبي مستيقظ. لانضيع الوقت في توبيخ النوم, وإنما نفرح بيقظة القلب, فهي التي ستقيم النفس من نومها. نشكر الله أنه لم ييأس من النائمين, وإلا هلكوا وضاعوا.. قد تكون نفسي أمامك يارب,أإرضا خربة مغمورة بالمياه, وعلي وجه الغمر ظلمة, ولكن المفرح أن روحك مازال يرف علي وجه المياه وسيأتي وقت تقول فيه ليكون نور,فيكون نور.. ما أجمل قول النبي لاتشمتي بي يا عدوتي, فإني إن سقطت أقوم, قد أكون نائما ولكني سأستيقظ... كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه ولكن أنت يارب ناصري, مجدي ورافع رأسيهكذا قال المزمور: أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت,لأن الرب معي (مز3). ربما تكون لي أربعة أيام في القبر,وكل الناس يقولون قد أنتن. ولكني واثق أن صوتك سيأتينيلعازر هلم خارجاوتقوم نفسي النائمة حينما يسمع صوتك قلبي المستيقظ. حقا: لانستطيع أن نغلق باب الرجاء أمام أي نفس.. مهما كانت حالتها تبدو ميئسة..الله قادر أن يقيم من الحجارة أولادا لإبراهيم..إن الرسول يقول:لانفشل حتي إن كان إنساننا الخارجي يفني,فالداخل يتجدد يوما فيوما (2كو4:16). هذا يعطي رجاء ليس للنائمين فقط, وإنما للخدام أيضا. لاتيأس من أحد, مهما بعد عن الرب..ربما تكون البذرة في حالة خمول, ولكن الحياة الكامنة فيها تنتظر وسائل إثبات لكي تبدو فيها الحياة من جديد.. إن الرياح في الصحراء قد تحمل البذار وتلقيها بعيدا من حيث تدفن في الرمال, وتظل مدفونة مددا طويلة, إلي أن تسقط بعض الأمطار فتدب الحياة في هذه البذار المدفونة وتنبت.. وهناك بذار بطيئة في نموها, كنواة البلح, تمضي شهورا طويلة بدون علامة حياة علي وجه الأرض, ثم تظهر الخضرة.. نحن لانيأس مطلقا من النفوس النائمة مهما طال نومها. كان الرسل النائمون, خائفين ومختبئين في العليقة, ولكن جاء الوقت الذي ظهروا فيه,ملأوا الدنيا كرازة وتبشيرا.. وحتي لو ظل النائمون مستمرين في نومهم, فلا نيأس مادامت هناك نفوس أخري ساهرة من أجلهم. يذكرني هذا بالرعاة المتبدين الذين كانوا يسهرون في حراسات الليل علي غنمهم وقت ميلاد المسيح. ويذكرني أيضا بقول بولس الرسولمن يفتر وأنا لا ألتهب. قد تكون هناك نفوس نائمة, ولكن الكنيسة ساهرة من أجلها, لتوقظها.. وحتي إن نام الرعاة, هناك عين الله الساهرة, التي لاتنام. إن لم تستطع نفسي أن تقولأنا نائمة وقلبي مستيقظفإنها ستقول لك ياربأنا نائمة ويكفي أنك أنت مستيقظإن كلمة الرب قد تصل إلي النفس, وربما يبدو أنها لم تحدث أثرا ولم تأت بنتيجة ولكن عمل الروح القدس الدائم في النفس,سيظهر هذه النتيجة فيما بعد, لكن كلمة الرب لن ترجع فارغة إنها كالخبز علي وجه المياه, بعد أيام كثيرة تجده.. أنا نائمة وقلبي مستيقظربما يكون نومي كسلا أو ضعفا أو فتورا,أو سقوطا ولكنه لن يكون خيانة.. فقلبي مستيقظ وقلبي لك يسمع صوت حبيبه قارعا, قد أسقط في الخطية,ولكني أسمع الصوت في داخلي يوبخني ويقول إن هذا لايليق..قد أبعد عنك, ولكن نخسك لقلبي مستمر. ولن أستطيع مقاومته مدة طويلة..قد أقاوم محبتك إلي حين, ولكن صعب علي أن أرفس مناخس.. أنا أعلم أنني سأستيقظ ولكن لايجوز أن يطول نومي. إن الرجاء لن يدفعني إلي التراخي, بل سيبكتني ضميري عليه فيما بعد,وسأوبخ نفسي كما قال لك القديس أوغسطينوس لقد تأخرت كثيرا في حبك. وكما قال بولس أنا الذي كنت مضطهدا للكنيسة, إن مناخسك تعمل في قلبي وأنا نائم.. أنا يارب لا أستطيع أن أبعد عنك:إحساسي بمناخسك في قلبي يدل علي أن القلب مستيقظ وأنه لن يقبل النوم..إنني اسمع صوت الكنيسة قوموا يا بني النور لنسبح رب القواتوقول الرسول إنها الآن ساعة لنستيقظوأيضا: استيقظ أيها النائم,فيضيء لك المسيح. أنا نائمة وقلبي مستيقظ صوت حبيبي قارع. إنني أعجب لهذه النفس التي تسمع صوت حبيبها وتظل نائمة!بينما الله فيما نحن ندعو هو يستجيب..إننا لانعامله بنفس المعاملة ما أكثر ما نغلق أبوابنا في وجهه حتي يمتليء رأسه من الطل وقصصه من ندي الليل.. ولكننا نشكر الله في كل ذلك علي صبره وطول أناته. إنه يدعو قائلاقومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعاليونحن نسمع ولا نستجيب ويظل الرب يقرع علي أبوابنا ويقول مددت يدي طول النهار لشعب معاند ومقاوم.. والعجيب أن أعذارنا كثيرة نبرر بها عدم استجابتها.. غسلت رجلي فكيف أوسخهما؟! لبست ثوبي فكيف أخلعه؟!. يطبق القديس أوغسطينوس هذه الآية علي النفس في دعوتها إلي الخدمة: نفس لبست البر, ونالت الطهارة, واستراحت إلي هذا ونامت. وصارت تحتج: كيف أخرج إلي الخدمة وأصطدم بما فيها من مشاكل وتعب! وفيما أنا أسير علي الأرض في طريق الخدمة قد تتسخ رجلاي مرة أخري فكيف أوسخهما؟. ويجيب القديس أوغسطينوس :لاتتضايق إذا اتسخت رجلاك فالمسيح قد غسل أرجل تلاميذه وسيظل يغسلك كلما اتسخت.. إذا دعاك الرب فلا تضع أمامك عوائق ولاتعتذر بأعذار.. فطالما الأعذار موجودة مناخس, الله موجودة. هل انتفعت هذه العروس بأعذارها؟!لقد قالت:حبيبي تحول وعبر.. ومع ذلك كان صوت حبيبها أقوي من جميع أعذارها..كما أنها لم تستطع أن تحتمل عملا آخر من أعمال محبته حبيبي مد يده من الكوة فأنت عليه أحشائي. لقد أنت أحشاؤها لأن قلبها كان مستيقظا ولم تحتمل محبة الرب. أنا نائمةإنه اعتراف والمعترفة بخطاياها قريبة من اليقظة. إن كنت نائمة قم إذن واستيقظ فالسيد الرب يقول اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أولاد الله دائما متيقظون قلبا وفكرا وروحا متيقظون من نحو أنفسهم ونحو الآخرين من يفتر وأنا لا التهب. ما أجمل ما نفهمه من هذا الفصل:إنه حتي الأبواب المغلقة لايتركها الله, وإنما يقف وراءها قارعا في حب وانتظار. |
13 - 07 - 2013, 07:57 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: تأملات في سفر نشيد الأناشيد(27)
جميلة جدا ربنا يبارك حياتك
|
||||
28 - 08 - 2013, 01:53 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: تأملات في سفر نشيد الأناشيد(27)
ميرسي كتير ربنايعوض تعبك
|
|||
|