|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحاجة إلى التوبة: 11 «وَلِبَيْتِ مَلِكِ يَهُوذَا تَقُولُ: اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ 12 يَا بَيْتَ دَاوُدَ، هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اقْضُوا فِي الصَّبَاحِ عَدْلًا، وَأَنْقِذُوا الْمَغْصُوبَ مِنْ يَدِ الظَّالِمِ، لِئَلاَّ يَخْرُجَ كَنَارٍ غَضَبِي فَيُحْرِقَ وَلَيْسَ مَنْ يُطْفِئُ، مِنْ أَجْلِ شَرِّ أَعْمَالِكُمْ [11-12]. جاء حديثه عن التوبة عمليًا، إذ بدأ بالملك بكونه القائد الأعلى للشعب والمسئول أمام الله عنهم، مؤكدًا أنه من بيت داود رجل الله، لذا يليق به أن يسمع لصوت الرب ويمارس التوبة العملية. يوجه هنا حديثه إلى بيت يهوذا الملوكي [11-12] كما إلى المدينة الملوكية، أورشليم [13-14]. يقصد بالبيت هنا [11- 12] الأسرة الملكية. يوضح الله للملك عمليًّا ما هي خطاياه، لكي يقدم عنها توبة عملية، وقد ركّزها في أمرين: أولًا: الظلم وتجاهل العدالة. ثانيًا: التأله والعجرفة. فمن جهة "الظلم وتجاهل العدالة" لا يكفي للملك أن يكون غير ظالمٍ، بل يلتزم بممارسة العدالة، وأن يبكر مسرعًا في تحقيقها. في الأصحاح الخامس يطلب الله من إرميا بل ومن كل السامعين أن يطوفوا في شوارع أورشليم وينظروا ويعرفوا ويفتشوا في ساحاتها لعلَّهم يجدون إنسانًا واحدًا يعمل بالعدل ويطلب الحق فيصفح عنها (إر 5: 1). إنه لم يجد... حتى جاء السيد المسيح نفسه، الله المتأنس، يقول: "لأني أنا الرب محب العدل مبغض المختلس بالظلم" (إش 61: 8). المسئولية الرئيسية للملك هي الإسراع في ممارسة العدل "في كل صباح (مبكرًا)labboqer ؛ ذلك لأنه كانت العادة أن ينظر في القضايا في الصباح المبكر عند باب المدينة (عا 4: 4؛ مز 50: 17؛ مز 101: 8). فالملك كممثل لله وسفيره يلزمه أن يكون حارسًا للعدالة. لذلك طلب سليمان الحكيم في صلاته لله أن يهبه عقلًا رزينًا قادرًا على التمييز بين الخير والشر (1 مل 3: 9؛ 8: 32). وقد ركزت كثير من المزامير الملوكية على ممارسة العدالة ونزع الظلم (مز 45: 5-9؛ 72: 1-4، 12-14 إلخ.) مع الرحمة، حتى يترنم الملك مع داود قائلًا: "رحمة وحكمًا أغنى. لك يا رب أرنم... الشرير لا أعرفه. الذي يغتاب صاحبه سرًا هذا أقطعه... عيناي على أمناء الأرض لكي أجلسهم معي. السالك طريقًا كاملًا هو يخدمني، لا يسكن وسط بيتي عامل غش. المتكلم بالكذب لا يثبت أمام عيني. باكرًا أبيد جميع أشرار الأرض لأقطع من مدينة الرب كل فاعلي الإثم" (مز 101). أثار الأنبياء هذا الموضوع، مطالبين الملك أن يحقق العدالة وينزع الظلم (عا 5: 11-13؛ إش 1: 17؛ مي 3: 9-12 إلخ.). لتحقيق العدالة بالنسبة للملك أهمية من جهة أنه علامة على الأمانة في تحقيق الميثاق الإلهي، إذ يُحسب شرط "ممارسة العدالة" التزامًا من جانب الملك مقابل تعهد الله بحمايته وإعطائه النصرة. ومن جانب آخر فإن الملك يحمل رمزًا وظلًا للمسيا الملك ابن داود الذي جاء ليحقق العدل (إر 23: 5-6؛ إش 9: 6-7؛ 11: 1-4 إلخ)، فإنه ينقذ الإنسان من الظالمين. إذ جعلنا السيد المسيح ملوكًا (رؤ 1: 6) يليق بنا نحن أيضًا أن نلتحف بالرحمة نحو إخوتنا، خاصة المتألمين والمحتاجين. ففي تعليق للقديس هيبوليتس على كلمات ربنا يسوع مع الأشرار في اليوم الأخير يقول: [حينئذ يسألون: "يا رب، متى رأيناك جائعًا أو عطشانًا أو غريبًا أو عريانًا أو مريضًا أو محبوسًا ولم نخدمك؟!" (مت 25: 44). يا رب، أما تعرفنا؟! أنت هو الذي خلقتنا، ووهبتنا الروح والنفس! إننا آمنا بك، ونلنا ختمك. نلنا معموديتك، واعترفنا بك إلهًا... صنعنا آيات باسمك، وأخرجنا شياطين! من أجلك امتنا الجسد، واحتملنا البتولية وسلكنا في العفة! من أجلك تغربنا على الأرض، وأنت تقول: لا أعرفكم، اذهبوا عني؟! يجيب الرب قائلًا: لقد خُتمتم بخاتم صليبي، لكنكم طمستموه بقساوة قلوبكم! نلتم معموديتي، لكنكم لم تبالوا بوصاياي! أخضعتم أجسادكم للبتولية، لكنكم لم تصنعوا رحمة، ولا أخرجتم البغضة نحو أخيكم من قلوبكم! لأنه ليس من يقول يا رب يا رب يخلص، بل الذي يصنع مشيئتي]. إن لم تهتم يهوذا بمعالجة حالات الظلم الاجتماعي الخطيرة السائدة في داخلها، تجد نفسها أمام حالة الغضب الإلهي الخطيرة [11]. كثيرًا ما يشبه إرميا النبي الحكم الإلهي بنارٍ لا تنطفئ (إر 4: 4؛ 17: 4، 27؛ 21: 12؛ 14؛ 43: 12؛ 49: 27). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | الحاجة إلى مياه الروح |
آرميا النبي | الحاجة إلى المسيح الكلمة |
آرميا النبي | مفهوم التوبة |
آرميا النبي | طريق التوبة |
آرميا النبي | الحاجة إلى التوبة |