كانت مواعظ الرهبان الفرنسيسكان والدومنيكان الذين كانوا في هذه الفترة هي المواعظ الموجودة، ثم ما لبث أن فتر حماسهم أمام ما عانوه من اضطهاد الكنيسة لهم وخفت صوتهم. ظهر عجز الكنيسة وفشلها في عدم قدرتها على مواجهة حاجات الشعب المتزايدة والذي كان يزيد بمعدلات كبيرة، فابتدأ من القرن الثاني عشر الميلادي زاد عدد السكان في مدن أوروبا زيادة كبيرة، الأمر الذي كان يتطلب مضاعفه الجهود والخدمات التي كانت تقدمها الكنيسة لهم، لكن الذي حدث هو العكس، إذ أن اهتمام الكهنة بمصالحهم الخاصة، أدى إلى عدم الاهتمام بحاجات الشعب، وكان هناك عجز واضح وملموس في أعداد الكنائس والكهنة في أماكن كثيرة، فعاش آلاف البشر في فقر لا يجدون أي معونة حتى من الكنيسة الغنية، لا غذاء روحي ولا جسدي وطغى حب المال على الإكليروس فتوقفوا عن مساعدة الفقير وصموا آذانهم عن أنين اليتيم والأرملة.
وكان تركيز الاهتمام في العبادة على ممارسة الأسرار والالتجاء إلى القديسين شكل شاذ وكثيرين أورثوا أولادهم شراء الغفران بالمال، كل هذا أدى إلى انحطاط الروحيات بين الناس، وعدم اهتمامهم بالتدقيق.