مزمور 82 - ديان الأرض وملكها
يسجل لنا هذا المزمور في عبارات مختصرة خطة الخلاص وغايتها، ويكشف عن حب الله الفائق للبشرية. فهو يفتح المشهد بصورة المخلص كديانٍ يجد مسرته في المؤمنين المقدسين به وله، فيقيم منهم مجمعًا مقدسًا يدعوه "مجمع الآلهة". فإن كان هو الله الخالق، فقد وهب مؤمنيه البنوة لله، بل ويقف في وسطهم كمن يعتز بهم.
أما خطة خلاصه للبشرية، فيلخصها في العبارات 2-4، حيث وهو الخالق والديان والقاضي لكل المسكونة، ينزل إلينا كفقيرٍ ومسكينٍ، ويسمح لنفسه أن يُحاكم، فتسلمه خاصته للأمم الذين يصلبونه. يقبل الظلم ولا يفتح فاه، لكي يرفع ثقل الخطية وأحكامها عنا.
وهو حكمة الله، يُسلم نفسه للجهال؛ وهو النور يحاكمه أبناء الظلمة. بهذا يزعزع أسس الأرض، ليصير هو الأساس الذي تُبنى عليه كنيسته ويُعلن ملكوته. يدين الأرض على فسادها، ليحطم الفساد ويهب الأمم برَّه. بهذا يملك على كل الأمم بعد أن يقيم من الأرضيين شبه سمائيين.