|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السلطان والقسوة والمحبة القديس يوحنا كأسقف روحاني يتحدث مع أولاده في ثقة وبسلطان فيقول لهم: "أني طبيب وأقدم الدواء. "أنا معلم وأعلم(18)". "تخيلوا أن أعينكم مصابة وأنا طبيب، سألقي العلاج والمراهم والدهان والزيوت إلخ... بحجة أنها لا تأتي بثمر. فأنكم تأتون إلي وتقرعون بابي وتوبخونني على كسلي... فأعود لأحدثكم عن الصدقة من جديد، إذ أرى من واجبي أن أعيد الحياة لأيديكم المشلولة وأستمر في علاجها حتى تلين وتنبسط للعطاء(19) ". سلطانه المملوء حبًا يجعله يتحدث معهم بكل دالة وثقة، أحيانًا في عنف وأخرى في لطف، فكمثال يختم حديثه السابق بتحذير قاس هو أنهم أن لم يكفوا عن رذائلهم فلن يكف هو أيضًا عن مطاردتها بالسياط! ومع هذه القسوة لا يتحدث معهم كما من المنبر إلى أناس ضعفاء، بل ينزل معهم في وسطهم ويكشف لهم ضعفاته كإنسان محتاج معهم إلى نعمة الله. فمن أقواله(20): "بالحقيقة أيها الأخوة إني كاهن الله، لأن الله أراد لي ذلك، أني خاطئ معكم، أقرع صدري! معكم أطلب الصفح! معكم أترجى مراحمه! أخبرونا أيها الرسل القديسون: هل بعد قيامة الرب من الأموات وثبوتكم بالروح القدس الذي حل عليكم انقطعت عنكم الخطية تمامًا...؟ لننصت إلى إجابتهم حتى لا ييأس الخطاة... أن قلنا أننا بلا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم(21)...". مرة أخرى يقول(22): "أما تعلمون أن أصحاب الرتب الكنسية الذين يخدمون المذبح المقدس ليسوا أبرارًا بالكلية، بل هم بشر، ذوو أجساد ترابية! حتى نحن أنفسنا الجالسون على كرسي رئاسة الكهنوت ونعظكم على الدوام مرتبكون بالخطايا، لكننا لا نيأس من محبة الله للبشر ولا نظهر قساوة. لقد جعل الله الكهنة تحت أعراض الآلام حتى يشفقوا على الغير...". "من قبيل حب الله للبشرية أن يكون المتكلم والسامع كلاهما تحت حكم هذه الطبية بالتساوي، فأن كليهما مذنب وعاص لأوامر الله. فأن قلت: لماذا؟ أجيبك: لكي إذا ما حكم المعلم الروحي يأخذ في اعتباره ضعف الخاطئين فيضع لهم القوانين المناسبة برفق، إذ يعرف ضعفهم ونقص قوتهم فلا يشدد عليهم بقوانين ثقيلة". أكثر من هذا نجده أحيانًا يعلن ضعفاته علنًا، كان يشكوهم غضبه كوحش غير قادر عليه، إذ يقول: "تقولون لي أن القلب يتألم (أي يغضب) بسبب لدغات الإهانة. أني أعرف ذلك جيدًا، فأني أدهش من الذين يقدرون على ترويض هذا الوحش". وفي أكثر من موضع يطالبهم بالصلاة من أجل نفسه، لأن "الأسقف محتاج إلى مثل هذه الصلوات أكثر منكم... فبمقدار ما تكون منزلة الإنسان عظيمة هكذا يمكن أن تكون مفاسده عنيفة أيضًا. فضيلة واحدة في الأسقف كافية أن ترفعه إلى السماء، وزلة واحدة قادرة أن تلقيه في جهنم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|