|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عبارة "يَزْهَدْ في نَفْسِه " في الأصل اليوناني " ἀπαρνησάσθω ἑαυτὸν(معناها يرفض حقوقه على نفسه وحقه في الخيرات الزمنية) فتشير الى تنحية الذات تنحية كاملة عن الخيرات الزمنية لكي يصبح المسيح مركز حياة التلميذ. ولا تكون راحته ولذَّته الغاية العظمى بل يُطلب من التلميذ ان يترك الشهوات وكل شيء يمنعه من خدمة الله الكاملة، لان الحياة مع يسوع اختيار، وكل اختيار تضحية، لانَّ حياة التلميذ الأصيل تُحدّدها حياة يسوع: والزهد في النفس لا يعني احتقار الذات ولا هدمها، انما عدم تركيز على الذات بل بذل الذات في سبيل المسيح عن طريق الاخوة. عندئذ لا نعتبر الذات خير ما نريد الاحتفاظ به لنا وحدنا، بل هبة يجب ان نبذلها. ومن هنا جاء قول القديس أوغسطينوس "إنّ تاريخ العالم صراع بين شكلين من الحبّ، حبّ الذات حتى فناء العالم، وحبّ الآخرين حتى التخلي عن الذات". ليس الزهد في النفس هدفا بحد ذاته، إنما هو شرط لبلوغ ملء الحياة. لا يدعونا يسوع بالصليب والزهد في الذات الى الهلاك، بل الى الحياة الأبدية. أمَّا عبارة " نَفْسِه" في الأصل اليوناني ψυχή (معناها النفس) فتشير الى حياته، كما ورد في نص آخر من انجيل متى " لا تَخافوا الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسد ولا يَستَطيعونَ قَتلَ النَّفْس"(متى 10: 28). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|