السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا الجابي.
"فيَقولُ في نَفْسِه" فتشير إلى أفكاره كلها التي دارت حول نفسه، ولم يخرج بها عن ذاته، وهو يُعدّد فضائله كلّها.
أمَّا عبارة "شُكراً لَكَ" فتشير إلى بداية حسنة للصلاة لو كانت مقترنة بتواضع وعدم تعيير الغير، لكن الفِرِّيسي أخطأ من خلال جعل شكره وسيلة للافتخار بفضائله وأعماله، محوَّلاً موضوع شكره لله برَّ نفسه.
فهو لا يشكر الله على عظمته ورحمته، بل يشكره لأنه شخصيّاً يختلف عن الآخرين، مُعظِّماً مُبجِّلا نفسه. إنها صلاة الشكر غير صحيحةـ لانَّ ومضوعها ينحصر في "الأنا" المُتكبرة؛ هذا هو الخطر الّذي يدمِّر التواضع الحقيقي فيصبح مزيفًا.