«ما أكرم رحمتك يا الله،
فبنو البشر في ظل جناحيك يحتمون»
( مز 36: 7 )
فهل يمكن أن يتحول إنسان هذا وضعه، إلى شخص رحيم؟!
الإجابة: نعم، لكن ليس بمجهوده هو، بل من مجرد رحمة الله، كما حدث فعلاً مع شاول الطرسوسي، ذلك الوحش المفترس الذي كان ينفث تهددًا وقتلاً على تلاميذ الرب، الذي حبس في سجون كثيرين من القديسين، ووافق على قتلهم، وفي كل المجامع كان يعاقبهم مرارًا كثيرة ويضطرهم إلى التجديف، وطردهم إلى المدن التي في الخارج. ومع أن شاول كان من طبقة البشر العُليا، فكان مواطنًا رومانيًا أصيلاً، كما كان يهوديًا من المذهب الأضيق، مذهب الفريسيين، لكن لا المدنية الرومانية، ولا فلسفات الإغريق التي كان يتقنها، ولا حتى تعاليم ناموس موسى، كانت لتغير قلبه، بل اللقاء العجيب مع المسيح هو الذي غيّره.