|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نَحَمْيَا النبي وجلسة مع الله
جلسة مع الله فَلَمَّا سَمِعْتُ هَذَا الْكَلاَمَ، جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّامًا، وَصُمْتُ وَصَلَّيْتُ أَمَامَ إِلَهِ السَّمَاءِ [4] إذ اكتشف نحميا خطورة الأمر وضع على عاتقه أن يتعهده، لا بالجدال والحوار، ولا بالاعتزاز بقدرته وحكمته، وإنما بتقديمه لله الذي من اختصاصه حلّ المعضلات! وكما يقول يعقوب الرسول: "اقتربوا إلى الله، فيقترب إليكم... اتضعوا قدام الرب فيرفعكم" (يع 4: 8، 10). كان موقف نحميا واضحًا أمام نفسه، فإنه لم يرد الدخول في معاركٍ، ولا أن يضع خططًا معينة، بل يقدم الأمر بقلبٍ منكسرٍ أمام الله، فهو يعلم أن الله قريب من منكسري القلوب. بقوله "جلست" يعني أنه ترك كل شيء، ليجلس مع الله من أجل أمر خطير، ألا وهو ما حلّ بشعب الله من عارٍ وخزيٍ بسبب الخطية. إذ جلس ليس مع نفسه وحده، إنما في حضرة الله، تجلى أمامه أمران: خطاياه وخطايا شعبه من جانب، ووعود الله الصادقة من جانب آخر، لذلك انسابت دموعه، وناح في قلبه بروح الرجاء في عمل الله وخلاصه؛ بكى وناح أيامًا. يقول المرتل: تعبت في تنهدي، أعوم في كل ليلة سريري، بدموعي أذوب فراشي (مز 6: 6). استمع صلاتي يا رب، وأصغِ إلى صراخي. لا تسكت عن دموعي لأني أنا غريب عندك، نزيل مثل جميع آبائي (مز 39: 12). صارت لي دموعي خبزًا نهارًا وليلًا، إذ قيل لي كل يوم أين إلهك؟ (مز 42: 3) تيهاني راقبت، اجعل أنت دموعي في زقك، أما هي في سفرك؟ (مز 56: 8) قد أطعمتهم خبز الدموع، وسقيتهم الدموع بالكيل (مز 80: 5) إني قد أكلت الرماد مثل الخبز ومزجت شرابي بدموعٍ (مز 102: 9). الذين يزرعون بالدموع، يحصدون بالابتهاج (مز 126: 5). * الرب نفسه بكى على أورشليم، إذ لم ترد أن تبكي هي على نفسها... إنه يريدنا أن نبكي لنهرب (من الهلاك)... من يبكي كثيرًا في هذا العالم يخلص في المستقبل، لأن "قلب الحكماء في بيت النوح، وقلب الجهال في بيت الفرح" (جا 7: 4). وقال الرب نفسه: "طوباكم أيها الباكون الآن، لأنكم ستضحكون" (6: 21). فلنبكِ إذن إلى زمان، فنفرح إلى الأبد. لنخفْ الرب وننتظره، معترفين بخطايانا، راجعين عن شرنا، حتى لا يُقال لنا "ويل لي... قد باد التقي من الأرض وليس مستقيم بين الناس" (مي 7: 1-2) [7]. القديس أمبروسيوس * البكاء وحده يقود للضحك المطوَّب. * أراد يسوع أن يُظهر في نفسه كل التطويبات، إذ قال: "طوبى للباكين"، وقد بكى هو نفسه لكي يضع أساس هذا التطويب حسنًا [8]. العلامة أوريجينوس * عندما كان الخراب سيحيق بكل جنس أستير.. لم تفسد ثورة الطاغية إلا بالصوم والصلاة إلى الله، وهكذا حولت هلاك شعبها إلى حفظهم في سلام (أس 16:4) [9]. القديس أثناسيوس الرسولي القديس يوحنا الذهبي الفم الإكليمنضيّات |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نَحَمْيَا النبي |
نَحَمْيَا النبي Nehemiah |
نَحَمْيَا النبي وخطة عمل |
نَحَمْيَا النبي والملك |
اعتراف نَحَمْيَا النبي |