منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 07 - 2012, 09:18 AM
الصورة الرمزية شيرى2
 
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  شيرى2 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

الكتاب : الله و الإنسان
المؤلف : قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث
الناشر : الكلية الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس .
الطبعة : الأولى يونيو 1997 م .
المطبعة : الأنبا رويس الأوفست – العباسية القاهرة
رقم الإيداع بدار الكتاب : 7080/97
حضرة صاحب القداسة و الغبطة


البابا شنودة الثالث
بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية
مقدمة




بدأت فى سنة 1976 أن ألقى عدة محاضرات عن الله تبارك أسمه.
بعضها يدخل فى حدود اللاهوت النظرى . و لكن الغالبية كانت تدور حول علاقة الله بالخلقة ، و بالذات علاقته بالإنسان ، ثم توالت المحاضرات و أمتدت إلى الثمانينات 0
ثم جمعت تلك المحاضرات التى تزيد عن أربعين فى عددها 0
ووجدت أنها تصلح لضمها إلى ثلاثة أقسام :
1- صفات الله الذاتية .
2- علاقة الله بالإنسان 0
3- علاقة الإنسان بالله 0
و ما كنت مستطيعاً أن أفصل بينها فصلاً تاماً 000
فهى مرتبطة بعضها بالبعض الآخر ، حتى فى جزئيات تفاصيلها 0
و لهذا اعتذر لك أيها القارئ العزيز إن وجدت أحياناً شيئاً من التكرار ما كنت أستطيع أن أتفاداه فى سبيل الإحتفاظ بتكامل الموضوع 0 فكنت – حسبما أقدر – أحاول التركيز فى مثل تلك النقاط 0
مثال ذلك : ما ذكرته عن الحب و العطاء فى علاقة الله بالإنسان :
ستجد موضوعاً تحت " علاقة الله بالإنسان هى قصة حب " و موضوعاً آخر " علاقة الله بالإنسان أولها العطاء " 0 فى الموضوع الأول تركيز على الحب ، و فى الثانى تركيز على العطاء 00 و لكن كان بينهما لون من التلاقى فى بعض النقاط 0 فنحن لا نفصل حب الله عن عطائه ، كما لا نفصل عطاءه عن حبه 0 فإن تكررت بعض جمل أو معان ، فكان ذلك ضرورياً لكي يتكامل كل موضوعاً منهما على حده 000
كذلك فإن غالبية صفات الله ، نستطيع أن نفهمها فى علاقته مع خليقته 0
مثال ذلك حكمة الله ، و طيبته ، و حنوه ، و تدبيره ، و عمله 00 و ما أشبه 00 أنستطيع أن نتكلم عن كل صفة منها مجردة ؟! أم لابد أن نذكر كيف ظهرت فى العلاقة بين الله و خليقته 00 و هكذا كان 000
أمامك إيها القارئ العزيز حوالى الأربعين موضوعاً 00
هى مزيج من اللاهوت و الروحيات 0 و هى فى مجموعها تعتمد اعتماداً كاملاً أو شبه كامل على الكتاب المقدس ، الذى سجل لنا حكاية الله مع البشر من بداية وجود البشر ، بل قبل أن يوجد 000
أضعه أمامك للتأمل 000
و لكي يكون سبباً فى تعميق علاقتك بالله ، لكي تزداد محبة له ، و لكي تزداد معرفة 0 واضعاً أمامك عبارة جميلة فى إنجيل يوحنا و هى :
" هذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك 000 " (يو3:17)0
أتركك الآن تحيا مع هذا الإله المحبوب القادر ، الذى تقرأ عنه 0

أبريل 1997 البابا شنودة الثالث
رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2012, 09:18 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الله و الإنسان

الله الخالق
إن عملية الخلق عجيبة جداً 0 هى مستوى فوق العقل ، نقترب إليه عن طريق الإيمان و الوحى 0 فالخالق غير الصانع يصنع أشياء من مادة موجودة 0 أما الخالق فيخلق من العدم ، ينشئ شيئاً من لا شئ !!
و العجيب فى الله أنه صنع كل شئ ، من لا شئ 0

كما أن فى خلقه للكل : ألواناً من القدرة و الحكمة و الفن و النظام و الجمال ، و التواضع 0 فمن تواضع الله ، أنه لم يشأ أن يكون الوجود له وحده 0 فأوجد كائنات أخرى ، منحها الوجود ، لتكون معه 000

* * *
سبب خلقه للموجودات حالياً ، هو جوده و كرمه و محبته 0

هو لم يكن محتاجاً إلى هذا الكون ، بل الكون هو المحتاج إلى الله 0 و كما نقول فى القداس الغريغورى " لم تكن أنت المحتاج إلى عبوديتى بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك " 00 إن الله لم يخلق الإنسان ليمجده ، فقد كان الله – قبل الإنسان – ممجداً من ملائكته 0 و لم يكن الله محتاجاً إلى الملائكة لتمجيده و لا للطبيعة كلها 0 فالله ممجد من صفاته ، ممجد من طبيعته التى لا تحد و لا يدركها عقل و لا فهم 00 إذن فقد خلق الكون كرماً منه 0

هنا و نسأل : متى خلق الله كل شئ 0

فى وقت لا نعرفه 00 أطلق عليه الكتاب عبارة " فى البدء أى فى بدء عمل الخلق 0 فقيل " فى البدء خلق الله السموات و الأرض " (تك1:1) 0 خلق السماء و ما فيها ، و الأرض و ما فيها 0 خلق الروح و خلق المادة 0 " خلق الملائكة أرواحاً " (مز4:104) 0 و من المادة خلق كل الكائنات الجامدة 0

و الله أيضاً منح بعض مخلوقاته نعمة الحياة 0

منح الحياة للنبات و الحيوان و الإنسان ، و من قبل ذلك للملائكة 0 و من محبته منح للإنسان روحاً خالدة ، و كذلك الملائكة 00 و منح للحيوان نفساً تنتهى بموته 0 و جعل درجة الحياة على مستويات تتنوع بين النبات و الإنسان و الحيوان 0

* * *
الله ذاته خلق كل مستويات الخليقة ، حتى الذى يبدو ضئيلاً منها !!

و هذا دليل أيضاً على تواضع الله 0 خلق العاقل و غير العاقل 0 خلق الحى و الجماد 0 خلق الفيل الضخم ، خلق الدودة التى تسعى تحت حجر 0 خلق الأسد القوى الشجاع ، كما خلق الأرنب الضعيف الخائف 0 خلق القرد كما خلق الغزال 0 خلق الجبل العالى و الوادى السحيق 0 خلق الحر و البرد ، النور و الظلام 0 الكل صنعة يديه 00 و لعل البعض يسأل :

* * *
و ماذا عن الشيطان ؟ هل يخلق الله شيطاناً ؟

إنه أيضاً من خلق الله 0 و لكن الله لم يخلقه شيطاناً 0 لقد خلقه ملاكاً بكل ما تحمل طبيعة الملاك من عظمة و روعه 0 و لكن هذا الملاك حول نفسه إلى شيطان بإرادته التى انحرفت 0 و قد كان الشيطان من رتبة الكاروبيم 0 وصفة سفر حزقيال النبى بأنه " الكاروب المنبسط و المظلل " (حز14:28،16) 0 وقال إنه فى يوم خلقه كان " ملآن حكمة و كامل الجمال " (حز12:28)0

* * *
و من العجيب فى قدرة الله فى الخلق ، العدد الهائل لمخلوقاته و تنوعها 0

ملايين الملايين من المخلوقات ، تتكرر كل جيل ، و بعضها يتكرر كل سنه أو عدة سنوات ، و بعضها لا يحصى مثل رمل البحر ، و مثل نجوم السماء و ما فى السماء من كوكب و من مجرات 0

و نحن نعرف فقط الظاهر من مخلوقات الله ، و لا نعرف الخفى منها 0

أو نبذل الجهد لكي نعرف ما خفى منها 0 فنحن مثلاً لا نعرف ما فى باطن الأرض من أسرار 0 و لكن نبذل الجهد بحفريات كثيرة لنعرف ما تلفظة البراكين من باطن الأرض 0 كذلك بالتنقيب يمكن أن نتعرف على ما فى جوف الجبال من ذهب و معان و أحجار كريمة و غير ذلك 0

أضف إلى ذلك ما فى أعماق البحار 0 و لذلك كله توجد معاهد لعلوم البحار ، و للجيولوجيا 0 و بدأت تتكون دراسات أخرى لعلوم الفضاء ، ربما يذهلنا منها مناطق انعدام الوزن التى يخرج فيها رائد الفضاء من مركبة الفضاء ليسير على قدميه فى الجو !! و عن كل ذلك نقول إننا نعرف " بعض المعرفة " (1كو12:13) ، ليس فقط كما قال القديس بولس الرسول عن العالم الآخر ، و إنما حتى عن هذه الأرض التى نعيش فيها ، أنما نعرف بعض المعرفة عنها و عما يحيطها 00

* * *
و العجيب فى الله الخالق أيضاً أنه خلق العالم و كائناته بنظام عجيب 0

يكفى أن ننظر مثلاً إلى الفلك و ما فيه من عجب و من نظام0

من حيث الرابطة التى تربط هذه الأجرام السمائية بقوانين تحفظها قائمة فى مكانها فى الجو ، مع علاقات ببعضها البعض تنظم حياتنا نحن أيضاً 0 فالأرض تدور حول نفسها أمام الشمس دورة كل 24ساعة ، لا تختل على مدى الدهور الطويلة ، و ينتج عنها أوجه القمر من هلال و تربيع و بدر و أحدب و محاق 00 كل هذا فى نظام ثابت ، يدل على أن الذى نظم هذه القوانين الفلكية هو مهندس عظيم ، كان يسميه الفلاسفة القدماء بالمهندس الأعظم 000

إلى جوار هذا ، ما وضعه الله من نظام عجيب للأجواء 0

نظام للحر و البرد ، و الرياح و الأمطار ، وضغط الهواء ، و توالى الليل و النهار ، و الظلمة و النور ، و الرطوبة و الجفاف 00 بدقة عجيبة ، بحيث يمكن أن يستنتج الإنسان ما يمكن أن يحدث بعد حين 0 خلق الله النور للعمل ، و الظلمة للراحة 00 إنه عالم منظم متسق 0

و كالنظام و التناسق فى فلك السماء و أجواء الأرض ، هكذا أيضاً فى جسم الإنسان 0

الإنسان الذى يسمونه العالم الصغير Micro Kosmos 0 فالتأمل فى تكوين أجهزة الإنسان و علم وظائف الأعضاء ، يرى عجباً يدل على قدرة الخالق : سواء فى المخ و تركيبه و عمله ، و ما يصدره من أوامر لباقى أعضاء الجسد ، و ما فيه من مراكز للحركة و البصر و السمع و الذاكرة و غير ذلك 0 بحيث لو تلف شئ من مراكزه ، لا توجد قوة تعيده إلى وضعه الأول 0 كذلك عمل القلب و الجهاز الدورى فى الجسم ، و ما يتعلق بذلك من ضغط الدم ، وضخه و توزيعه 0 و فضائل هذا الدم التى تتغير من إنسان إلى آخر 0 و كيف يتركب الدم فى جسم الإنسان ، و كيف تتركب الأنسجة ، و دنيا الأعصاب و عملها 0 و باقى الأجهزة مثل الجهاز الهضمى ، و الجهاز التناسلى ، و قوانين الوراثة ، كل ذلك عجب فى عجب 0

صدقونى حتى مجرد الأسنان ، هذه العظام الصغيرة التى ليست فى حجم العمود الفقرى و باقى عظام الأذرعة و السيقان و الأقدام 0 كل سنة منها عالم عجيب ، تربطه أعصاب و دم و تركيب عجيب و عمل متناسق ، لا يمكن إطلاقاً أن تماثله أسنان صناعية 0

بل إن عجب الله يظهر عميقاً جداً فى بصمات الإنسان 0

كل إنسان خلق الله له فى أصابعه بصمة تدل عليه ، و تختلف عن بصمة أى إنسان آخر 0 و هنا نقف فى ذهول أمام ملايين و مئات و آلاف الملايين من البصمات التى تشابه بعضها بعضاً !! أى مهندس أو رسام – مهما كانت براعته – هل يستطيع أن يرسم أشكالاً متنوعة من بصمات أصابع ، مثلما فعل الله فى خلقه العجيب !!

بل نضم إلى هذه بصمات الصوت أيضاً ، بحيث يكلمك إنسان تليفونياً من مئات الأميال ، فتميز صوته و تتعرف عليه 00 !

هل نستطيع أن نضيف إلى هذا ما خلقه الله من ملامح عديدة 0

كل ذلك من رجل واحد و امرأة واحدة ، توجد ملامح مميزة لملايين من البشر ، فى شكل الوجه ، و فى العينين و النظرات 0 أتقول إن هذا يتعلق بقوانين الوراثة ؟ إن قوانين الوراثة وضعها الله أيضاً 00 و مع ذلك ، فإن كل هذا يعتبر سهلاً ، إن قارناه بالعالم الروحى

* * *
إن عالم الأرواح يدل على خالق عجيب فى قدرته 0

نبدأ أولاً بعالم الملائكة الذين قيل عنهم إنهم ملائكة من نور (2كو14:11) 0 أولئك الذين قيل عنهم فى المزمور " الذى خلق ملائكته أرواحاً ، و خدامه ناراً تلتهب " (مز4:104) 00 الملائكة فى تعدد رتبهم مثل رؤساء الملائكة ، و الكاروبيم و السارافيم ، و الأرباب و العرش و السلاطين و القوات 00 هؤلاء الذين ينتقلون من السماء إلى الأرض فى لمح البصر ، و الذين يعملون بقوة عجيبة فى الإنقاذ و فى العقاب 0 كالملاك الذى فى قصة دانيال النبى " سد أفواه الأسود " (دا22:6) ، و الملاك الذى ضرب كل أبكار المصريين أيام موسى النبى (خر12) 00 الملائكة الذين منحهم الخالق قوة صنع المعجزات 0

بل ننزل من مستوى الملائكة إلى عجب الخالق الذى خلق روح الإنسان 0

لا تزال روح الإنسان عجباً : فى صلتها بالجسد ، فى علاقتها بالعقل و الروح و الضمير ، و بالحياة والموت 0 هذه الروح الخالدة العاقلة الناطقة ، و مصيرها بعد الموت ، و عودة الروح مرة أخرى إلى الجسد فى القيامة العامة 0 ما أكثر ما فكر علماء الأرواح 0 و ما أجدر أن تتغطى معلوماتهم بعبارة " لا أعرف ) 0

و لماذا نتكلم عن هذا المستوى العالى للأرواح فى الملائكة و البشر 000

لننزل إلى المخلوقات البسيطة جداً كالحشرات 00 كالنحلة و النملة 0

هنا نرى عجب الخالق العظيم فى أن يمنح حشرة كالنحلة حكمة التدبير فى نظامها ، و حكمة الإنتاج للشهد و غذاء الملكات 0 كل ذلك من رحيق الأزهار ، تستطيع أن تحوله بدقة عجيبة إلى عسل النحل ، و تحفظه فى خلايا دقيقة 00 !

كذلك النملة أيضاً فى نظام حياتها النشيط الذى لا يهدأ ، و فى تعاون أفرادها ، و دقة اتصال بعضهم بالبعض ، و طريقة تخزين غذائهم 0

إن عجائب الله فى خليقته لا تحصى 0 لا تكفيها كتب عديدة 0

* * *
خلق الله العالم كله بترتيب عجيب 0

خلق الإنسان آخر الكل ، فى اليوم السادس ، بعد أن أعد له كل شئ 0 كما نقول فى القداس الغريغورى " أقمت لى السماء سقفاً ، و مهدت لى الأرض لكي أمشى عليها 0 من أجلى ألجمت البحر 0 من أجلى أخضعت طبيعة الحيوان 00 لم تدعنى معوزاً شيئاً من أعمال كرامتك " 0 جعل الطبيعة كلها فى خدمته 0 أوجد له النور ، و الدفء ، و الطعام و الشراب ، و الأشجار و الثمار و الأطيار 00 ثم خلقه أخيراً 0 و كذلك الحيوان ، خلق له الله النبات و العشب طعاماً ، و الماء شراباً ، و مكاناً لسكناه ، ثم خلقه بعد ذلك ، بحكمه و ترتيب 0

* * *
و لعل البعض يسأل عن أيام الخليقة الستة 0

هذه التى كتب عنها الكثير من القديسين فيما أسموه هكساميروس أى ( الأيام الستة ) مثل أكسماروس باسيليوس ، و أكسماروس ابيفانيوس ، و أكسماروس يوحنا ذهبى الفم 0 و موضوع الأيام الستة الذى كان موضع جدال بين علماء الدين و علماء الجيولوجيا الذين أعطوا أعمار للأرض تقدر بملايين السنين !

نقول إن أيام الخليقة ليست أياماً شمسية طول كل منها 24ساعة !!

أولاً لأن الشمس صنعها الله فى اليوم الرابع 0 إذن فالأيام الأربعة الأولى ليست أياماً شمسية 0 كذلك اليوم السابع لم يقل الكتاب إنه قد انتهى 0 فمازلنا من أيام آدم و حواء نحيا فى اليوم السابع الذى سينتهى بالقيامة العامة و نهاية هذا الدهر 0

أيام الخليقة هى فترات زمنية غير محدودة 0 قد يكون اليوم منها لحظة من الزمان ، أو ملايين من السنين ، اصطلح على بدايتها و نهايتها بعبارة " كان مساء و كان صباح 00 "

منقول
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2012, 09:18 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الله و الإنسان

الله الخالق
إن عملية الخلق عجيبة جداً 0 هى مستوى فوق العقل ، نقترب إليه عن طريق الإيمان و الوحى 0 فالخالق غير الصانع يصنع أشياء من مادة موجودة 0 أما الخالق فيخلق من العدم ، ينشئ شيئاً من لا شئ !!
و العجيب فى الله أنه صنع كل شئ ، من لا شئ 0

كما أن فى خلقه للكل : ألواناً من القدرة و الحكمة و الفن و النظام و الجمال ، و التواضع 0 فمن تواضع الله ، أنه لم يشأ أن يكون الوجود له وحده 0 فأوجد كائنات أخرى ، منحها الوجود ، لتكون معه 000

* * *
سبب خلقه للموجودات حالياً ، هو جوده و كرمه و محبته 0

هو لم يكن محتاجاً إلى هذا الكون ، بل الكون هو المحتاج إلى الله 0 و كما نقول فى القداس الغريغورى " لم تكن أنت المحتاج إلى عبوديتى بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك " 00 إن الله لم يخلق الإنسان ليمجده ، فقد كان الله – قبل الإنسان – ممجداً من ملائكته 0 و لم يكن الله محتاجاً إلى الملائكة لتمجيده و لا للطبيعة كلها 0 فالله ممجد من صفاته ، ممجد من طبيعته التى لا تحد و لا يدركها عقل و لا فهم 00 إذن فقد خلق الكون كرماً منه 0

هنا و نسأل : متى خلق الله كل شئ 0

فى وقت لا نعرفه 00 أطلق عليه الكتاب عبارة " فى البدء أى فى بدء عمل الخلق 0 فقيل " فى البدء خلق الله السموات و الأرض " (تك1:1) 0 خلق السماء و ما فيها ، و الأرض و ما فيها 0 خلق الروح و خلق المادة 0 " خلق الملائكة أرواحاً " (مز4:104) 0 و من المادة خلق كل الكائنات الجامدة 0

و الله أيضاً منح بعض مخلوقاته نعمة الحياة 0

منح الحياة للنبات و الحيوان و الإنسان ، و من قبل ذلك للملائكة 0 و من محبته منح للإنسان روحاً خالدة ، و كذلك الملائكة 00 و منح للحيوان نفساً تنتهى بموته 0 و جعل درجة الحياة على مستويات تتنوع بين النبات و الإنسان و الحيوان 0

* * *
الله ذاته خلق كل مستويات الخليقة ، حتى الذى يبدو ضئيلاً منها !!

و هذا دليل أيضاً على تواضع الله 0 خلق العاقل و غير العاقل 0 خلق الحى و الجماد 0 خلق الفيل الضخم ، خلق الدودة التى تسعى تحت حجر 0 خلق الأسد القوى الشجاع ، كما خلق الأرنب الضعيف الخائف 0 خلق القرد كما خلق الغزال 0 خلق الجبل العالى و الوادى السحيق 0 خلق الحر و البرد ، النور و الظلام 0 الكل صنعة يديه 00 و لعل البعض يسأل :

* * *
و ماذا عن الشيطان ؟ هل يخلق الله شيطاناً ؟

إنه أيضاً من خلق الله 0 و لكن الله لم يخلقه شيطاناً 0 لقد خلقه ملاكاً بكل ما تحمل طبيعة الملاك من عظمة و روعه 0 و لكن هذا الملاك حول نفسه إلى شيطان بإرادته التى انحرفت 0 و قد كان الشيطان من رتبة الكاروبيم 0 وصفة سفر حزقيال النبى بأنه " الكاروب المنبسط و المظلل " (حز14:28،16) 0 وقال إنه فى يوم خلقه كان " ملآن حكمة و كامل الجمال " (حز12:28)0

* * *
و من العجيب فى قدرة الله فى الخلق ، العدد الهائل لمخلوقاته و تنوعها 0

ملايين الملايين من المخلوقات ، تتكرر كل جيل ، و بعضها يتكرر كل سنه أو عدة سنوات ، و بعضها لا يحصى مثل رمل البحر ، و مثل نجوم السماء و ما فى السماء من كوكب و من مجرات 0

و نحن نعرف فقط الظاهر من مخلوقات الله ، و لا نعرف الخفى منها 0

أو نبذل الجهد لكي نعرف ما خفى منها 0 فنحن مثلاً لا نعرف ما فى باطن الأرض من أسرار 0 و لكن نبذل الجهد بحفريات كثيرة لنعرف ما تلفظة البراكين من باطن الأرض 0 كذلك بالتنقيب يمكن أن نتعرف على ما فى جوف الجبال من ذهب و معان و أحجار كريمة و غير ذلك 0

أضف إلى ذلك ما فى أعماق البحار 0 و لذلك كله توجد معاهد لعلوم البحار ، و للجيولوجيا 0 و بدأت تتكون دراسات أخرى لعلوم الفضاء ، ربما يذهلنا منها مناطق انعدام الوزن التى يخرج فيها رائد الفضاء من مركبة الفضاء ليسير على قدميه فى الجو !! و عن كل ذلك نقول إننا نعرف " بعض المعرفة " (1كو12:13) ، ليس فقط كما قال القديس بولس الرسول عن العالم الآخر ، و إنما حتى عن هذه الأرض التى نعيش فيها ، أنما نعرف بعض المعرفة عنها و عما يحيطها 00

* * *
و العجيب فى الله الخالق أيضاً أنه خلق العالم و كائناته بنظام عجيب 0

يكفى أن ننظر مثلاً إلى الفلك و ما فيه من عجب و من نظام0

من حيث الرابطة التى تربط هذه الأجرام السمائية بقوانين تحفظها قائمة فى مكانها فى الجو ، مع علاقات ببعضها البعض تنظم حياتنا نحن أيضاً 0 فالأرض تدور حول نفسها أمام الشمس دورة كل 24ساعة ، لا تختل على مدى الدهور الطويلة ، و ينتج عنها أوجه القمر من هلال و تربيع و بدر و أحدب و محاق 00 كل هذا فى نظام ثابت ، يدل على أن الذى نظم هذه القوانين الفلكية هو مهندس عظيم ، كان يسميه الفلاسفة القدماء بالمهندس الأعظم 000

إلى جوار هذا ، ما وضعه الله من نظام عجيب للأجواء 0

نظام للحر و البرد ، و الرياح و الأمطار ، وضغط الهواء ، و توالى الليل و النهار ، و الظلمة و النور ، و الرطوبة و الجفاف 00 بدقة عجيبة ، بحيث يمكن أن يستنتج الإنسان ما يمكن أن يحدث بعد حين 0 خلق الله النور للعمل ، و الظلمة للراحة 00 إنه عالم منظم متسق 0

و كالنظام و التناسق فى فلك السماء و أجواء الأرض ، هكذا أيضاً فى جسم الإنسان 0

الإنسان الذى يسمونه العالم الصغير Micro Kosmos 0 فالتأمل فى تكوين أجهزة الإنسان و علم وظائف الأعضاء ، يرى عجباً يدل على قدرة الخالق : سواء فى المخ و تركيبه و عمله ، و ما يصدره من أوامر لباقى أعضاء الجسد ، و ما فيه من مراكز للحركة و البصر و السمع و الذاكرة و غير ذلك 0 بحيث لو تلف شئ من مراكزه ، لا توجد قوة تعيده إلى وضعه الأول 0 كذلك عمل القلب و الجهاز الدورى فى الجسم ، و ما يتعلق بذلك من ضغط الدم ، وضخه و توزيعه 0 و فضائل هذا الدم التى تتغير من إنسان إلى آخر 0 و كيف يتركب الدم فى جسم الإنسان ، و كيف تتركب الأنسجة ، و دنيا الأعصاب و عملها 0 و باقى الأجهزة مثل الجهاز الهضمى ، و الجهاز التناسلى ، و قوانين الوراثة ، كل ذلك عجب فى عجب 0

صدقونى حتى مجرد الأسنان ، هذه العظام الصغيرة التى ليست فى حجم العمود الفقرى و باقى عظام الأذرعة و السيقان و الأقدام 0 كل سنة منها عالم عجيب ، تربطه أعصاب و دم و تركيب عجيب و عمل متناسق ، لا يمكن إطلاقاً أن تماثله أسنان صناعية 0

بل إن عجب الله يظهر عميقاً جداً فى بصمات الإنسان 0

كل إنسان خلق الله له فى أصابعه بصمة تدل عليه ، و تختلف عن بصمة أى إنسان آخر 0 و هنا نقف فى ذهول أمام ملايين و مئات و آلاف الملايين من البصمات التى تشابه بعضها بعضاً !! أى مهندس أو رسام – مهما كانت براعته – هل يستطيع أن يرسم أشكالاً متنوعة من بصمات أصابع ، مثلما فعل الله فى خلقه العجيب !!

بل نضم إلى هذه بصمات الصوت أيضاً ، بحيث يكلمك إنسان تليفونياً من مئات الأميال ، فتميز صوته و تتعرف عليه 00 !

هل نستطيع أن نضيف إلى هذا ما خلقه الله من ملامح عديدة 0

كل ذلك من رجل واحد و امرأة واحدة ، توجد ملامح مميزة لملايين من البشر ، فى شكل الوجه ، و فى العينين و النظرات 0 أتقول إن هذا يتعلق بقوانين الوراثة ؟ إن قوانين الوراثة وضعها الله أيضاً 00 و مع ذلك ، فإن كل هذا يعتبر سهلاً ، إن قارناه بالعالم الروحى

* * *
إن عالم الأرواح يدل على خالق عجيب فى قدرته 0

نبدأ أولاً بعالم الملائكة الذين قيل عنهم إنهم ملائكة من نور (2كو14:11) 0 أولئك الذين قيل عنهم فى المزمور " الذى خلق ملائكته أرواحاً ، و خدامه ناراً تلتهب " (مز4:104) 00 الملائكة فى تعدد رتبهم مثل رؤساء الملائكة ، و الكاروبيم و السارافيم ، و الأرباب و العرش و السلاطين و القوات 00 هؤلاء الذين ينتقلون من السماء إلى الأرض فى لمح البصر ، و الذين يعملون بقوة عجيبة فى الإنقاذ و فى العقاب 0 كالملاك الذى فى قصة دانيال النبى " سد أفواه الأسود " (دا22:6) ، و الملاك الذى ضرب كل أبكار المصريين أيام موسى النبى (خر12) 00 الملائكة الذين منحهم الخالق قوة صنع المعجزات 0

بل ننزل من مستوى الملائكة إلى عجب الخالق الذى خلق روح الإنسان 0

لا تزال روح الإنسان عجباً : فى صلتها بالجسد ، فى علاقتها بالعقل و الروح و الضمير ، و بالحياة والموت 0 هذه الروح الخالدة العاقلة الناطقة ، و مصيرها بعد الموت ، و عودة الروح مرة أخرى إلى الجسد فى القيامة العامة 0 ما أكثر ما فكر علماء الأرواح 0 و ما أجدر أن تتغطى معلوماتهم بعبارة " لا أعرف ) 0

و لماذا نتكلم عن هذا المستوى العالى للأرواح فى الملائكة و البشر 000

لننزل إلى المخلوقات البسيطة جداً كالحشرات 00 كالنحلة و النملة 0

هنا نرى عجب الخالق العظيم فى أن يمنح حشرة كالنحلة حكمة التدبير فى نظامها ، و حكمة الإنتاج للشهد و غذاء الملكات 0 كل ذلك من رحيق الأزهار ، تستطيع أن تحوله بدقة عجيبة إلى عسل النحل ، و تحفظه فى خلايا دقيقة 00 !

كذلك النملة أيضاً فى نظام حياتها النشيط الذى لا يهدأ ، و فى تعاون أفرادها ، و دقة اتصال بعضهم بالبعض ، و طريقة تخزين غذائهم 0

إن عجائب الله فى خليقته لا تحصى 0 لا تكفيها كتب عديدة 0

* * *
خلق الله العالم كله بترتيب عجيب 0

خلق الإنسان آخر الكل ، فى اليوم السادس ، بعد أن أعد له كل شئ 0 كما نقول فى القداس الغريغورى " أقمت لى السماء سقفاً ، و مهدت لى الأرض لكي أمشى عليها 0 من أجلى ألجمت البحر 0 من أجلى أخضعت طبيعة الحيوان 00 لم تدعنى معوزاً شيئاً من أعمال كرامتك " 0 جعل الطبيعة كلها فى خدمته 0 أوجد له النور ، و الدفء ، و الطعام و الشراب ، و الأشجار و الثمار و الأطيار 00 ثم خلقه أخيراً 0 و كذلك الحيوان ، خلق له الله النبات و العشب طعاماً ، و الماء شراباً ، و مكاناً لسكناه ، ثم خلقه بعد ذلك ، بحكمه و ترتيب 0

* * *
و لعل البعض يسأل عن أيام الخليقة الستة 0

هذه التى كتب عنها الكثير من القديسين فيما أسموه هكساميروس أى ( الأيام الستة ) مثل أكسماروس باسيليوس ، و أكسماروس ابيفانيوس ، و أكسماروس يوحنا ذهبى الفم 0 و موضوع الأيام الستة الذى كان موضع جدال بين علماء الدين و علماء الجيولوجيا الذين أعطوا أعمار للأرض تقدر بملايين السنين !

نقول إن أيام الخليقة ليست أياماً شمسية طول كل منها 24ساعة !!

أولاً لأن الشمس صنعها الله فى اليوم الرابع 0 إذن فالأيام الأربعة الأولى ليست أياماً شمسية 0 كذلك اليوم السابع لم يقل الكتاب إنه قد انتهى 0 فمازلنا من أيام آدم و حواء نحيا فى اليوم السابع الذى سينتهى بالقيامة العامة و نهاية هذا الدهر 0

أيام الخليقة هى فترات زمنية غير محدودة 0 قد يكون اليوم منها لحظة من الزمان ، أو ملايين من السنين ، اصطلح على بدايتها و نهايتها بعبارة " كان مساء و كان صباح 00 "

منقول
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 07 - 2012, 10:19 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,814

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الله و الإنسان

شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من كتاب من هو الإنسان - الحياة
من كتاب من هو الإنسان؟ الإرادة
من كتاب من هو الإنسان؟ الروح
حياة الإنسان كتاب
كتاب التلاقي بين الله و الإنسان - الراهب القس سارافيم البراموسى


الساعة الآن 02:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024