|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا17 جعلت أمامك بابا مفتوحا..ويعرفون أني أحببتك السبت 24 مايو 2014 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث قال الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا: هأنذا قد جعلت أمامك بابا مفتوحا ولايستطيع أحد أن يغلقه. لأن لك قوة يسيرة وقد حفظت كلمتي ولم تنكر اسمي هأنذا أجعل الذين من مجمع الشيطان من القائلين إنهم يهود وليسوا يهودا بل يكذبون هأنذا أصيرهم يأتون ويسجدون أمام رجليك ويعرفون أني أنا أحببتك...رؤ3:9,8. +++ من أجل هذا كان أولاد الله باستمرار أقوياء يسيرون في طريقهم باطمئنان وثقة لأنهم يعرفون ويؤمنون أن الله قد جعل أمامهم بابا مفتوحا لايستطيع أحد أن يغلقه. هكذا قال الرب لراعي كنيسة فيلادلفيا وقال له أيضا: لأن لك قوة يسيرة وقد حفظت كلمتي ولم تنكراسميلأنك ضعيف وقوتك قليلة ومع ذلك حفظت كلمتي لم تنكر اسمي لذلك أنا جعلت أمامك بابا مفتوحا أو من أجل ضعفك وحاجتك إلي المعونة ولأني أنا لا أبشر المساكين وأعصب منكسري القلوبأش61:1لذلك جعلت أمامك بابا مفتوحا وبذلك أمكنك أن تحفظ كلمتي ولاتنكر اسمي +++ نلاحظ أن ملاك كنيسة فيلادلفيا لم يوجه الرب إليه أية توبيخات أو عقوبات مثل ملائكة خمس كنائس أخري من الكنائس السبع. ولاحتي إنذارات.. إلا مجرد تحذير واحد قال له فيهتمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلكرؤ3:11 لكنه منحه كلمة بركة وتشجيع جعلت أمامك بابا مفتوحا لايستطيع أحد أن يغلقه وكم قد منح الرب كلمات البركة والتشجيع لأولاده. هكذا قال لبولس الرسولتكلم ولاتسكت لأني أنا معك ولايقع بك أحد ليؤذيكأع18:10,9ونفس الكلام تقريبا قاله الرب ليشوع لايقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك...لا أهملك ولا أتركك تشدد وتشجعيش1:6,5وأيضا نفس البركة والتشجيع قالها الرب لإرمياهأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس...فيحاربونك ولايقدرون عليك,لأني أنا معك..يقول الرب لأنقذكأر1:19,18 إنه باب مفتوح أمام كل هؤلاء لايستطيع أحد أن يغلقه. +++ نفس الباب المفتوح كان أمام القديس مرقس وأمام الآباء الرسل وأمام الشهداء... أتي مارمرقس إلي مصر وكانت هناك عقبات كثيرة أمامه, فضده قوة الديانات القديمة في مصر وقوة الدولة الرومانية ودسائس اليهود وقوة الفلسفة الوثنية والمدارس الفلسفية ومع ذلك كان أمامه باب مفتوح للكرازة لم تستطع كل تلك القوات المضادة له أن تغلقه فأمكنه أن يكرز ويملأ الدنيا إيمانا بدون مانع ولاعائق.. وهكذا حدث مع باقي الرسل أيضا..نفس الباب المفتوح فكرزوا وبشروا بالمسيحية للخليقة كلهامر16:15وظل الباب مفتوحا والقديسون الشهداء فتح الرب أمامهم باب الفردوس فدخلوه ولم تستطع أن تغلقه أمامهم كافة التهديدات والتعذيبات بكل قسوتها +++ تعجبني في قصة لعازر الدمشقي الذي ذهب ليختار خطيبة لإسحق قوله لأسرة لابان:لاتعوقوني والرب قد أنجح طريقيتك24'56. كان الرب قد جعل أمام لعازر الدمشقي بابا مفتوحا تحقق به هدفه من رحلته ونجح طريقه وما عوقه أحد. هكذا أنت كل الذي يمكنك أن تفعله أن تطلب من الله أن يفتح الباب أمامك أن يسهل طريقك...قل له:افتح لي يارب باب نعمتك افتح لي باب روحك القدوس وعمله في ومعونته لي عندئذ سوف لاتقوي علي كل اغراءات الخطية وكل العثرات وكل المعوقات التي تعترض طريقي الروحي. إن فتحت لي بابك هذا سوف لاتقوي علي شهوة الجسد ولاشهوة العين ولا تعظم المعيشة1يو2:16 +++ قد يقول البعض:إن لم يكن أمامي باب مفتوح فماذا أفعل؟! إن كان الله قد أغلق أمامي وليس أحد يفتح!فماذا أفعل؟ إن كانت طرقك مسدودة فلا تنسب الأمر إلي الله فالله لايسد طريق أحد, الأمر بلا شك; راجع إليك أنت ولسببك أصبحت الطرق مسدودة غالبا حياتك لاترضي الله أو الأمر الذي تطلبه لايوافق مشيئة الله. ويحدث أحيانا أن الله يفتح لنا ولكننا نحن نقفل أما أن النعمة تخرج من عند الله ونحن نمنع وصولها إلينا. هو يفتح ولا أحد من الخارجيغلق ولكن إن أردنا نحن أن نغلق فإن الله قد يرغمنا علي الفتح ارغاما غير أن الله قد يتدخل أحيانا إن كان الإنسان منجرفا في طريق الخطية بلا وعي فيغلق له الله هذه الطرق التي تقوده إلي الخطية رحمة به أي ينقذه من نفسه. +++ إن الأبرار دائما ما يفتح الله الأبواب أمامهم. لذلك نجد كثيرا من الناس إن تعقدت الأمور أمامهم-يقولون:ندخل فلانا من الأبرار معنا في الموضوع لعله ببركته تنتفح الأبواب وتسهل الطرق أو يدخلون في موضوعهم أحد القديسين حتي أن الله-بشفاعة هذا القديس يفتح عليهم ما قد انغلق أمامهم. عموما الأبواب لاتنفتح بذكائنا ومهارتنا إنما-بالإيمان-نثق أن الله يتدخل ويفتح فليس التوفيق راجعا إلينا أو إلي وساطات بشرية. وإنما يتوقف الأمر أولا وأخيرا علي الله وهل هو يريد أم لايريد. إذن علينا أن نكون علي علاقة طيبة بالله حتي يفتح لنا باستمرار حتي بالنسبة إلي الكنيسة نصلي باستمرار ونقول يارب اجعل باب بيتك مفتوحا أمامنا في كل زمان وإلي آخر الأزمان ولا تغلق باب بيتك في وجوهنا نقول هذا ونحن نسدل الستر علي باب الهيكل. +++ يقول الرب أيضا لملاك كنيسة فيلادلفيا هآنذا اجعل الفريق من مجمع الشيطان القائلين أنهم يهود وليسوا يهودا بل يكذبون هأنذا أجعلهم يأتون ويسجدون أمام رجليك..رؤ3:9. في الحقيقة إنه مصير مؤثر.. تصوروا أناسا اختارهم الله من دون شعوب الأرض كلها وأطلق عليهم هذا اللقب المحبوب شعب الله واعطاهم المواعيد واعطاهم الشريعة وبارك أباهم وجعلهم أمة مختارة وشعبا مقدسا 1بط2:9وأجري من أجلهم معجزات كثيرة وينتهي به الأمر إلي أن يدعوهم الربمجمع الشياطينياللهول بل ويكرر الله هذا اللقب:مرة في رسالة إلي ملاك كنيسة سميرنارؤ2:9وهذه المرة إلي ملاك كنيسة فيلادلفيا. +++ حقا لايكفي إن الإنسان يجد نعمة عند الله بل يجب أن يحافظ عليها. ما أصعب أن نعمة نالوها صارواشعب اللهفيتطور الأمر إلي أن يلقبهم الله بأنهم مجمع شياطين!ليسوا مجرد أتباع الشياطين بل هم أنفسهم صاروا مجمع شياطينأين إذن ذلك الماضي الجميل؟لم يحافظوا عليه ففقدوه وكأن الله يقول له:أنا أردت لكم الخير ولكنكم أردتم لأنفسكم الشر والهلاك بدأتم بالروح وأكملتم بالجسدغل3:3وهكذا ضاع منكم لقب شعب الله وضاعت المكانة العظيمة التي كانت لكم أيام الآباء:إبراهيم وإسحق ويعقوب وأيام الأنبياء موسي وداود. +++ هؤلاء القائلين إنهم يهود وليسوا يهودا بل يكذبون كان لهم لقبإسرائيلالقديم واليوم أصبحت لهذا الاسم معان أخري فهو يرمز إلي الكنيسة المسيحية الجديدة فأعضاؤها هم أبناد ربراهيم بالروح حسب الإيمان وليس حسب الجسد لأن الذين من إيمان إبراهيم أولئك هم أبناء إبراهيم,هم إسرائيل حسب الجسد ولكن ليس حسب الروح لذلك قال عنهم الرب إنهم ليسوا يهودا بل يكذبون لم يعودوا شعب الله. ينطبق عليهم قول الربالحق أقول لكم أني لا أعرفكم قطمت7:23كانوا خاصته وإلي خاصته جاد وخاصته لم تقبلهيو1:11ففقدوا هذا اللقب أيضا وأصبح خاصته الذين أمنوا به. +++ كانوا يهودا وهم الآن ليسوا يهودا لأنهم كانوا في بدء أمرهم مؤمنين. ثم صاروا أعداء للإيمان وقادموا المسيح بكل الطرق. قاوموا المسيحية منذ نشأتها قدموا السيد المسيح للوالي الروماني وصرخوا بكل أصواتهم اصلبه اصلبه-دمه علينا وعلي أولادنامت27وهم الذين قاوموا رسل المسيح ولقوهم في السجن وحاولوا منعهم من الكلامأع5,4هم الذين رجموا أول شهيد في المسيحية القديس أسطفانوسأع7وكانوا برسائل من رئيس الكهنة يجرون من المسيحيين رجالا ونساء إلي السجن كما كان يفعل شاول الطرسوسي حينما كان واحدا منهمأع9:2. واستمروا في اضطهاد المسيحية إلي النهاية فغضب الرب عليهم إنهم درس لكل من يرتد ويستحق العقوبة كما قال القديس بولس الرسولإن كان الله لم يشفق علي الأغصان الطبيعية فلعله لايشفق أيضا علي التي طعمترو11:11 +++ يقول الرب:أصيرهم يأتون ويسجدون عند قدميكرؤ3:9 ما أعظم هذه النصرة علي الأعداء التي يعطيها الرب لأحبائه!كنا قديما نفرح بالآية التي تقول إذا أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداءه أيضا يساعدونهأم16:7فكم بالأكثر قول الرب هنا إنه يجعلهم يأتون ويسجدون أمام رجليه!ولكن أليس هو القائلللرب الهك تسجد وإياه وحده تعبدمت4:10فكيف يجعل هؤلاء الأداء يسجدون أمام راعي فيلادلفيا؟ إنه سجود الاحترام والخضوع وليس سجود العبادة... ولعل هذه الآية تذكرنا بالبركة التي نالها يعقوب أبو الآباءكن سيدا لأخوتك وليسجد لك بنو أمكليستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائلتك27:29وأيضا البركة التي نالها يوسف إذ يسجد له إخوته كما في الحلمين اللذين أظهرهما له اللهتك37:5-8وقد كان تك50:18 وقد سجد أبونا إبراهيم أمام بني حثتك23:7وسجد يعقوب أمام عيسو تك33وسجد كثيرون أمام داود الملك1مل1 ولم يكن شيء من هذا كله وأمثاله سجود عبادة بل سجود احترام. +++ إن وعد الرب لراعي كنيسة فيلادلفيا رد صريح وواضح للذين يلوموننا عن السجود أمام أجساد القديسين وأمام رؤساء الكهنوت. فهنا ليس مجرد سماح من الله بالسجود بل أمر منه بذلك وهذا السجود المسموح به علي نوعين:نوع الاحترام والتوقير والنوع الآخر هو سجود الخضوع كما حدث ليوسف بعد الإذلال السابق الذي ناله من إخوته ,كما يحدث لراعي كنيسة أفسس من اليهود الذين اضطهدوا الكنيسة وهذا أيضا يذكرنا بالطلبة التي تطلبها الكنيسة من أجل الأب البطريرك أو الأسقف أن يخضع الرب أعداء الكنيسة عند قدميه. +++ علي الأقل -في هذا السجود-لانطلب خضوع مجرد الأعداء من البشر بل بالأكثر نطلب إخضاع الشياطين وقوي الشر إن كان المطلوب هو خضوع الأعداء تحت أقدامنا فإن أخطر عدو منهم هو الشيطان نطلب من الرب أن يخضعه ويبعده ويقول له عبارته الخالدةأذهب يا شيطانمت4:10نحن لانريد منه خضوعا تحت أقدامنا إنما يكفي بعده عنا..ولو أن قدسين كبارا كانوا يطردون الشياطين بل يعذبونهم قديس منهم كان في قلايته فجاء الشيطان يحاربه فربطه خارج القلاية وجاء شيطان آخر فربطه أيضا وكذلك فعل بشياطين أخرين فظلوا يصرخون فقال لهمامضوا واخزوافمضوا في خزي شديد أما أنت فعليك أن تصلي نجني يارب من هؤلاء الذين يضطهدونني فإنهم قد اعتزوا أكثر مني قاموا علي وطلبوا نفسي ولم يجعلوا الله أمامهم مز54:3 +++ وقال الرب في إخضاعهم فيعرفون أني أنا أحببتك. لم يقل:فيعرفون أنك قوي أو شجاع أو صامد في محاربتهم وإنما قال:فيعرفون أني أنا أحببتك...محبة الله لنا هي التي تخضع كل عدو مقاوم ذلك لأن الحب للرب ..وداود عندما وقف أمام جليات الجبار قال لهاليوم يحبسك الرب في يدي فأقتلك..فتعلم كل الأرض أنه يوجد إله1صم17:46ما أكثر القصص في سير القديسين عن علاقة الرب بهم وكثرة إحساناته علي الناس بسببهم يكفي قوله في قصة حرق سادوم إن وجد عشرة أبرار في المدينةلا اهلكالمدينة لأجل العشرةتك18:32. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|