![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد29 ![]() السبت 27 يوليو 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله.أما الجسدانيون,فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية... حبيبي تحول وعبرنش5:6 تقول عذراء النشيدخلعت ثوبي فكيف ألبسه؟!غسلت رجلي فكيف أوسخهما؟!حبيبي يده من الكوة:فأنت عليه أحشائي.. قمت لأفتح لحبيبي,ويداي تقطران مرا وأصابعي مر قاطر علي مقبض القفل.فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحول وعبر نفسي خرجت حينما أدبر طلبته فما وجدته دعوته فما أجابنينش5:3-6. آفة كبري.أن يخطيء الإنسان ولايحس أنه أخطأ فيكون ضميره نائما وقلبه نائما أيضا:لايوبخ ولا ينتهر ولايبكت ولايبث شعور الندم والخزي. أما هذه العذراء فعلي الرغم من نومها كان قلبها مستيقظا كانت لها الحساسية القلبية المرهفة علي الرغم من أن الإرادة كانت ضعيفة... كانت نائمة كسلانة لاتريد أن تقوم وتفتح الباب...وعلي الرغم من هذا الكسل كانت تلتمس لنفسها الأعذار !قد خلعت ثوبي كيف ألبسه؟قد غسلت رجلي,فكيف أوسخهما؟! كثيرا ما يأتي علي النفس شعور أنها تريد أن تستريح وهكذا يصبح كل عمل روحي وقتذاك ثقيلا عليها.إن هذا العمل الروحي سيكون علي حساب راحتها وهدوئها واسترخائها واستجمامها..جاءها صوت الله متأخرا!!بعد أن خلعت ثوبها وذهبت لتنام بعد أن تعبت من ثقل النهار وحره ودخلت لتستريح..كيف تقوم مرة أخري؟!وكيف تسير لتفتح الباب؟ هل تشاء يارب أن نفتح بابا جديدا للجهاد بعد أن خلعنا ثوب الحرب ودخلنا لنستريح؟! ألا تتركنا لنستريح من هذا الجهاد؟,نغفو ولو قليلا؟!حقا إن الروح نشيطالقلب مستيقظولكن الجسد ضعيف لذلك فأنا نائمة صعب أن يأتينا الامتحان,ونحن في وقت راحتنا أو نحن في برودة روحية حينئذ تكون الحرب شديدة لأننا غير مستعدين لها ولعله من أجل هذا السبب قال لنا الرب: صلوا لكي لايكون هربكم في شتاء ولا في سبتمت24:20الشتاء وقت البرودة والسبت وقت الراحة.. هذه العذراء أتتها الدعوة الإلهية في وقت رأته غير مناسب كان يمكن أن يجيئني الرب قبل أن أدخل إلي حجرتي وأخلع ثيابي وأغسل رجلي وأعطر يدي,وأغفو لأستريح..! هنا يبدو أن الدعوة الإلهية تحتاج إلي بذل وإلي تضحية وإلي إعطاء..إنها طريقة الله... يطلب الأرملة أن تعطي من أعوازها ويطلب من إبراهيم أن يقدم ابنه الوحيد الذي تحبه نفسه ويطلب من أرملة صرفة صيدا أن تعطي لإيليا كل غذائها في وقت المجاعة..المسألة تحتاج إذن إلي بذل,لأن العطاء من سعة هو عطاء رخيص لا يمس القلب.. أما البذل,فهو دليل علي الحب ودليل علي أن الإنسان قد خرج من سيطرة الذات,ووضع نفسه في المتكأ الأخير.. وهذا هو محك الاختبار الذي يريده لك المسيح... يريد أن يثبت حبك عن طريق تعبك وبذلك وحسبما تتعب وتبذل علي هذا القدر يعوضك الرب أضعافا في ملكوته وكما قال الرسولكل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه1كو3:8..لاتستسلم للراحة قم واتعب من أجل الرب. هكذا يكون الصليب هو علامة محبتك للرب لابد أن تحمل صليبك في طرقك إليه ولابد أن تصعد علي الصليب... عذراء النشيد دخلت إلي فراشها لتستريح وتثاقلت في أن تقوم ولكن علي عكسها كان داود النبي,الذي أقسم قائلا إني لا أدخل إلي مسكن بيتي ولا أصعد علي سرير فراشي ولا أعطي لعيني نوما ولا لأجفاني نعاسا ولا راحة لصدغي إلي أن أجد موضعا للرب ومسكنا لإله يعقوب. كانت العذراء نائمة بينما الكتاب يحذرنا من هذا النوم بقوله: لئلا يأتي بغتة فيجدكم نياماأسهروا إذن وصلوا. أنا نائمة وقلبي مستيقظ صوت حبيبي قارعا.. أريد ن أتمتع بالنوم وأتمتع بحبيبي في نفس الوقت. أريد أن أحب دون أن أختبر تعب المحبة... إنه حبيبي وأنا أحبه وأعرف صوته وأميز صوته من صوت الغريب,مشاعري كلها نحوه ولكن أن افعل الحسني لست أجدعندما مد يده من الكوهأنت عليه أحشائيقلبي كله له ولكن إرادتي مبتعدة عنه بعيدا لا تقوي علي الطريق الضيق ولا تقوي علي حمل الصليب... متي تتصالح الإرادة مع مشاعر القلب وتخضع لها؟ متي أسمع صوت حبيبي فأقفز من علي فراشي ولا أطيق أن أنام إنما أخرج أنا أيضا معهطافرا علي الجبال وقافزا علي التلال2:7أتبعه حيثما كان... يكفي أنه تنازل وأتي إلي ويكفي أنه ناداني باسمي.. إن نداء الرب له تأثيره العميق مهما تكاسلت عنه. إن كلمة الرب قوية وفعالة ومثل سيف ذي حدين ولايمكن أن ترجع إليه فارغة..هذا الصوت الذي رن في أذني قد رن بالأكثر في قلبي ومهما كنت نائمة لابد سأقوم... قمت لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرانش5:5والمر هو عطر سائل. هذه النفس المتدللة كانت يداها تقطران مرا...أي لم تكن تكتفي بأن ترش شيئا من العطر علي يديها بل كانت تغطسهما في إناء مملوء من عطر المطر وهي راقدة علي فراشها حتي تقوم ويداها تقطران مرا.... هذه النفس المتدللة المتكاسلة التي اعتذرت عن القيام للرب,بقولهاخلعت ثوبي فكيف ألبسه؟غسلت رجلي فكيف أوسخهما..؟!ونظافة رجليها أكثر من تفكيرها في الرب وفتح مكان له في حياتها. هذه النفس المتدللة حينما قامت أخيرا لتفتح للرب قامت متأخرة,وكان حبيبها قد تحول وعبر وتركها لفترة مريرة من فترات التخلي... لقد زارتها النعمة ثم تركتها بسبب تكاسلها وتراخيها... كثيرا ما تزور النعمة إنسانا ولكنها تنظر إلي مدي تجاوبه مع عملها فيه إن وجدته حارا في الروح يشترك في العمل الإلهي مع نعمة الرب,ألهبته النعمة بالحب وصار بعمله معها شريكا للروح القدس أما إن تراخي وتكاسل واستهان بدعوة الله فإن النعمة تتركه ويترك هذا الإنسان وحيدا يقاسي مرارة التخلي... وسنضرب مثلا لهذا التكاسل الذي يسبب التخلي.. قد تستيقظ من النوم وتسمع صوتا عميقا يناديك من الداخل قم صل قف وتكلم مع الله ليكن الله هو أول من تحادثه في هذا اليوم لاتتكاسل لاتهمل الصلاة مثل أمس وقبل من أمس..ولكنك تقول نعم سأصلي ولكن بعد أن أغسل وجهي بعد أن أسرح شعري بعد أن أرتب ملابسي بعد أن أقضي هذا الأمر أو ذاك..ثم تشغلك عوائق كثيرة عن الصلاة أو تقف لتصلي وتجد فكرك مشتتا وعددا من الموضوعات قد دخل فيه ولاتجد الحرارة السابقة فتقول في مرارة حبيبي تحول وعبروتتذكر قول داوديا الله أنت إلهي إليك أبكر عطشت نفسي إليك أنا أستيقظ مبكرا... كم مرة لمست النعمة قلوبنا ولكننا تكاسلنا فضاع الشعور وضاعت العاطفة وبردت الحرارة وتحول حبيبنا وعبر... كثير من الناس ضاعت الفرصة منهم لأنهم قاموا للرب متأخرين مثل العذاري الجاهلات جئن بعد أن أغلق الباب.. لماذا إذن تتأخر في الاستجابة للرب؟!لو أن هذه النفس عندما قالت صوت حبيبي قارعاقامت بسرعة وفتحت له حتي قبل أن يتكلم لكانت قد تمتعت بالوجود مع الرب وما بكت قائلة: نفسي خرجت عندما أدبر طلبته فما وجدته دعوته فما أجابني. عجيب هذا الأمر حقا..الله المحب الحنون الذي يقول فيما تدعو إني أنا أستجيبتقول عنه العروس هنادعوته فما أجابني!!الله الذي يقول أطلبوني تجدواتقول عنه عذراء النشيدطلبته فما وجدته!! إن الحب يا إخوتي هو أكثر العواطف حساسية وأكثرها تأثيرا ولا يوجد شيء أكثر إيلاما للقلب من أن تحب إنسانا فيتجاهلك وتقرع بابه فلا يفتح لك لهذا قال الربجرحت في بيت أحبائي. لقد سعي الرب إلي هذه النفس طافرا علي الجبال قافزا علي التلال وخاطبها بأرق الألفاظ افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي...ومع كل ذلك لم تستجب لذلك تركها لتختبر البعد عنه...لعلها وجدت أنه هو الساعي فتدللت وتثاقلت..ورأت أنه هو الطارق فتناومت وتكاسلت وكما يقول المثل:إذا كثر العرض قل الطلب. لذلك ابتعد الرب عنها لكيما تشتاق له وتركها لكي تسعي إليه وحرمها هذا الحب حتي لاتحسبه رخيصا فتهمله وجعلها تقاسي مرارة البعد,حتي تقدر حلاوة الحب... إن المحبة يا ابنتي ليست ضريبة تفرض عليك ليست أمرا ترغمين عليه أو تغصبين نفسك علي ممارسته بل هي اشتياق وانجذاب...أنت لاتريدين أن تفتحي لي,لا مانع سأتركك إلي حريتك إلي أن تشعري بأهمية وجودي في حياتك إلي أن تفهمي مدي حاجتك إلي الوجود معي.وحينئذ ستندمين علي بعدك وسترجعين... |
|