![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() البابا ديوسقوروس كان ديوسقوروس يصرخ في مجمع خلقيدونيا أمام أعضاء المجمع ورؤسائه الدينيين والمدنيين...في حضرة الملك مرقيانوس والملكة الشريرة بوليخاريا,وأمام الأساقفة جميعا الذين اجتمعوا كأمر الملكة لمحاكمته...(إني لا أجدد في الإيمان...إني أردد ما قاله الآباء)...أنا لا أقبل أن يقسم المسيح إلي اثنين,أو إلي طبيعتين...إن المسيح إله متأنس...كان ولم يزل إلها...إنه الله وقد اتخذ له في الزمان جسدا,ظهر فيه كإنسان عظيم هو سر التقوي,الله ظهر في الجسد (.1تيموثيئوس3:16) فهو الله في صورة إنسان.وبهذا المعني هو (ابن الله) لكنه أيضا وقد اتخذ من العذراء مريم جسدا,فهو من هذه الجهة هو (ابن مريم).أو (ابن الإنسان).لكن ليس هو ابنين وليس هو شخصين...لكنه واحد,هو بعينه الله,وهو بعينه إنسان...ولاهوته حق,وإنسانيته حق.فجسده الذي ظهر فيه واتحد به هو جسد حقيقي لا خيالي...إن جسده من طبيعة جسدنا...وهو لذلك مطابع لنا في الجسد,وليس كما كان يقول يوطاخي الذي زعم أن المسيح أخذ جسدا خياليا,مر به من مريم كما يمر الطيف...فالمسيح هو الله متأنسا...هو الله الغير المنظور,وقد صار منظورا في الجسد...وبهذا المعني هو (ابن الله) علي أن الله لا يلد ولا يولد كما يلد الإنسان,معاذ الله!...إن المسيح ابن الله,لأنه الصورة المنظورة لله للغير المنظور (كولوسي1:16) وقد قال المسيح له المجد:الله لم يره أحد قط,الابن الوحيد الذي في حضن الآب (أي في ذات الآب) هو الذي أخبر عنه (يوحنا1:18). المسيح إذن واحد,هو (ابن الله),وهو (ابن مريم)...لم ينقسم إلي ابنين ولا إلي شخصين,ولا إلي طبيعتين... والاتحاد الذي تم بين اللاهوت والناسوت في المسيح اتحاد حقيقي وكامل وجوهري...ولذلك فمادام كذلك فقد صارت الطبيعتان الإلهية والإنسانية طبيعة (واحدة) من غير اختلاط بين اللاهوت والناسوت,ومن غير امتزاج بين اللاهوت والناسوت,ومن دون أن يتغير اللاهوت إلي ناسوت أو الناسوت إلي اللاهوت...إن المسيح (طبيعة واحدة) هي طبيعة الله المتأنس المتجسد...طبيعة واحدة لكنها ليست هي طبيعة اللاهوت فقط,كما زعم يوطاخي,وليست هي طبيعة الناسوت فقط,...هي طبيعة واحدة لكنها طبيعة جامعة لخصائص الطبيعتين الإلهية والإنسانية,بيد أن هذا الجمع ليس جمعا من غير اتحاد...إنه جمع باتحاد الطبيعتين في طبيعة واحدة لها خصائص الطبيعتين.ومع ذلك ليس هناك افتراق بين اللاهوت والناسوت...لأنه اتحاد...وبالاتحاد يصير الاثنان واحدا,ولكن من غير امتزاج أو اختلاط أو تغيير... مثال ذلك الإنسان نفسه:فيه روح وفيه جسد.أما (الروح) فمن الله تهبط في بطن الأم,لتتحد ببذرة الحياة المتكونة من الأب والأم...هما طبيعتان لكنهما تتحدان فتصيران (طبيعة واحدة) هي ما نسميه بـ(الطبيعة البشرية),وهي تجمع بين خصائص الروح وخصائص الجسد معا,فالإنسان الذي يتأمل ويصلي هو بعينه الذي يأكل ويشرب,طبيعة واحدة جامعة لخصائص الطبيعتين معا,باتحاد حقيقي بين الروح والجسد. كذلك الحديد المحمي بالنار...أو الفحم المتوهج بالنار يصيران بالاتحاد بين الطبيعتين,طبيعة واحدة لها خصائص الطبيعتين...فقضيب الحديد الساخن المتوهج...أو الفحم المتوهج بالنار...له خصائص الإضاءة والإحراق وهي من طبيعة النار...وله أيضا خصائص المادة من حيث هو كتلة لها حجم ووزن وشكل. بهذا المنطق الإنجيلي والآبائي معا دافع معلمنا ديوسقوروس عن الإيمان الأرثوذكسي,ثابتا راسخا...وشكرا لله فإن اللاهوتيين جميعا شرقا وغربا يعترفون اليوم بأرثوذكسية ديوسقوروس,وأن إيمانه هو إيمان الكنيسة المسيحية الجامعة الرسولية,وهو إيمان المعتبرين في الكنيسة أعمدة الإيمان...هو إيمان القديس أثناسيوس الرسولي,الذي قاد أكبر حركة تصحيح دينية في العالم...وهو بعينه إيمان القديس كيرلس الكبير المسمي بكيرلس عمود الدين,وعمود الإيمان...وإيمان جميع المسيحيين...إن جميع المؤمنين بالمسيح شرقا وغربا يؤمنون بالمسيح أنه (ابن الله),أي الصورة المنظورة لله الغير المنظور,وأنه لذلك هو (الله متجسدا)...وفي الوقت نفسه هو (ابن الإنسان),أي أنه واحد لا اثنان...هو الذي شفي المرضي وأقام الموتي واجترح المعجزات بسلطان لاهوته إذ كان في صورة الله (فيلبي2:6),وهو بذاته الذي ولد وجاع وأكل ونام وتألم وصلب ومات من حيث هو إنسان ظهر في الهيئة كإنسان...آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس (فيلبي8:7,2). |
|