![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
” وهم قبلوا وعلموا يقيناً أنى خرجت من عندك ” (يو17: 8) ![]() ما أجمل أن يتكلم السيد المسيح عن إيمان التلاميذ اليقينى بخروجه من الآب أى بولادته الأزلية. وبإرساله إلى العالم “علموا يقيناً أنى خرجت من عندك. وآمنوا أنك أنت أرسلتنى” (يو17: 8). كلمة الله له ميلادان : الميلاد الأول: أزلى بولادته من الآب قبل الدهور حسب لاهوته. والميلاد الثانى: فى الزمن بولادته من العذراء مريم فى ملء الزمان بحسب ناسوته (إنسانيته). فعبارة “خرجت من عندك” تشير إلى الميلاد الأزلى بنفس جوهر الآب غير المنقسم. وعبارة “أنك أنت أرسلتنى” تشير إلى الميلاد البتولى من العذراء مريم بجوهر مساوٍ لنا بلا خطية. فى ميلاده الأزلى وُلد من الآب بحسب لاهوته بغير أم. وفى ميلاده الثانى وُلد من العذراء بحسب ناسوته بغير أب. والذى ولد من الآب أى ابن الله الأزلى صار هو هو نفسه ابناً للإنسان بولادته من العذراء مريم. فابن الله هو نفسه ابن الإنسان كما يقول معلمنا بولس الرسول “يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد” (عب13: 8). وفى رسالة القديس كيرلس الكبير إلى فاليريان أسقف أيقونية؛ أكد القديس كيرلس هذه المعانى فى دفاعه عن البطريرك يوحنا الأنطاكى وأساقفته بعد المصالحة التى أعاد بها القديس كيرلس الوحدة بين أنطاكية وباقى الكراسى الرسولية سنة 433م (بعد المجمع المسكونى الثالث فى أفسس سنة 431م) فكتب يقول: [ أوضح الأساقفة خائفو الله فى الشرق كله مع سيدى يوحنا، أسقف أنطاكية الكلى المخافة لله، باعتراف مكتوب واضح للجميع أنهم يدينون الابتداعات التى لنسطور ويحرمونها معنا، وأنهم لم يعتقدوا أبداً أنها تستحق أى اعتبار، بل يتبعون العقائد الإنجيلية الآبائية ولا يمسون على الإطلاق اعتراف الآباء. لأنهم اعترفوا أيضاً معنا أن العذراء القديسة هى والدة الإله (ثيئوتوكوس)، ولم يضيفوا أنها والدة المسيح (خريستوتوكوس) أو والدة الإنسان (أنثروبوتوكوس) كما يقول هؤلاء الذين يدافعون عن آراء نسطور البائسة.. بل يقولون بوضوح أنه يوجد مسيح واحد، وابن ورب واحد. الله الكلمة المولود بطريقة تفوق الوصف من الله الآب قبل كل الدهور، وأنه ولد فى الأيام الأخيرة من امرأة بحسب الجسد. وبهذا يكون إله وإنسان فى نفس الوقت. كامل اللاهوت، وكامل الناسوت. ويؤمنون أن شخصه واحد، دون أن يقسموه بأى شكل إلى ابنين أو مسيحين أو ربين]. وفى نفس الرسالة شرح القديس كيرلس سبب تسمية العذراء “والدة الإله” وذلك لأن كل ما يخص جسد كلمة الله يُنسب إليه لأنه جسده الخاص. وهكذا يُنسب إلى كلمة الله الولادة من العذراء مريم وأيضاً الآلام التى احتملها بشخصه من أجل خلاصنا بحسب الجسد مع أنه بحسب لاهوته غير متألم.. كتب القديس يقول: [من المعترف به أن الإلهى -لأنه بلا جسد- لا يُمس ولم يُمس على الإطلاق، لأن الإلهى يفوق كل خليقة، منظورة وعقلية، وطبيعته غير جسدانية، طاهرة بلا عيب، لا تُمس ولا تُدرك. ولأن كلمة الله الابن الوحيد الجنس، بعدما أخذ جسداً من العذراء القديسة وجعله خاصاً به – كما قلت قبلاً مرة ومرات- بذل نفسه رائحة سرور لله الآب كذبيحة بلا عيب، لذا تأكد (لنا) أنه احتمل عنا ما حدث لجسده، فكل ما حدث للجسد يُنسب بصواب إليه، فيما عدا الخطية. لأنه (أى الجسد) جسده هو الخاص بهHis Own body ، وبالتالى، لأن الله الكلمة تجسد، ظل غير قابلاً للألم كإله، ولكن لأنه بالضرورة جعل أمور الجسد أموره (أى جعلها خاصة به) لذا تأكد (لنا) أنه احتمل ما هو بحسب الجسد، رغم أنه بلا خبرة فى الألم عندما نفكر فيه كإله]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الذين قبلوا تعاليم يسوع بالإيمان، قبلوا الحق |
” ولست أنا بعد فى العالم ” (يو17: 11) |
” وكل ما هو لى فهو لك ” (يو17: 10) |
” أنا مجدتك على الأرض ” (يو17: 4) |
وهم قبلوا وعلموا يقينًا أني خرجت من عندك |