رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس بولس + أما رسالته إلى أهل كورنثوس فهي ذات طابع خاص ولأنها قد جمعت بين المتناقضات. فالرسول المشتعل يعنّف ويلين، ويكتب عن الأمور اليومية العابرة وعن أعمق أسرار النعمة. وهي أيضًا أطول رسالة: فالأولى ستة عشر أصحاحًا والثانية ثلاثة عشر. فمن الواضح أن هذه الكنيسة قد سببت له الكثير من القلق - لماذا؟ كانت مدينة كورنثوس الممر ما بين الشرق ورومية، كما كانت مدينة تجارية كبرى تمتّع معظم أهلها بالغنى الفاحش وبالبذخ المبتذل. وكان بها هياكل للعديد من الآلهة والآلهات الشرقية والغربية، فمثلًا هيكل للإلهة فستا إلهة البر والطهارة عند الرومانيين. وفي هيكلها لا تخدم إلا العذارى المشهود لهن بالاستقامة. ومقابل هذه الذروة كان هناك هيكل للإله باكوس إله الخمر - وقد يصعب علينا الآن أن نتصوّر مدى الانحطاط الخُلُقي بين كهنة هذا الإله وكاهناته. كذلك كان من المسموح أن يأكل المتعبدون ويشربون داخل الهياكل. ووسط هذه العبادات المتباينة وهذا الترف العالمي المحض غير المصون بالوقار الديني نشأت كنيسة كورنثوس. بل إن هناك من يرى أن بولس نفسه لم يهدف إلى الكرازة فيها، ولكنه جاءها بعدما ساوره من الخيبة في أثينا، فقصد إليها ليجد سفينة تحمله إلى اليهودية. على أن "الصياد" الذي اصطاده على طريق دمشق شاء أنه يضطر إلى الانتظار عدة أيام. |
|