04 - 11 - 2023, 01:24 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
مصرع جدليا:
1 وَكَانَ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا بْنِ أَلِيشَامَاعَ، مِنَ النَّسْلِ الْمُلُوكِيِّ، جَاءَ هُوَ وَعُظَمَاءُ الْمَلِكِ وَعَشَرَةُ رِجَال مَعَهُ إِلَى جَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ إِلَى الْمِصْفَاةِ،
وَأَكَلُوا هُنَاكَ خُبْزًا مَعًا فِي الْمِصْفَاةِ.
2 فَقَامَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا وَالْعَشَرَةُ الرِّجَالِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَضَرَبُوا جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ بِالسَّيْفِ فَقَتَلُوهُ،
هذَا الَّذِي أَقَامَهُ مَلِكُ بَابِلَ عَلَى الأَرْضِ.
3 وَكُلُّ الْيَهُودِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، أَيْ مَعَ جَدَلْيَا، فِي الْمِصْفَاةِ
وَالْكَلْدَانِيُّونَ الَّذِينَ وُجِدُوا هُنَاكَ، وَرِجَالُ الْحَرْبِ، ضَرَبَهُمْ إِسْمَاعِيلُ. [1-3].
سبق أن تحدثنا في الأصحاح السابق عن إسمعيل بن نثنيا الذي دفعه بعليس ملك عمون على اغتيال جدليا. ولا نعرف ما الذي دفعه إلى هذه الجريمة، وما الذي دفع ملك
عمون على تحريضه.
هل كان إسمعيل مدفوعًا بغيرة دينية قومية على بلاده حاسبًا أن الخضوع لبابل خيانة عظمى؟
أم كان مدفوعًا بوعود ملك عمون (إر 40: 14)؟
أم كان الحسد أو العداوة الشخصية مع جدليا؟
أو محبة المال هي الباعث؟
حاسبًا نفسه أحق برئاسة الشعب دون جدليا؟
تحدى إسمعيل كل قوانين كرم الضيافة الشريفة في الشرق باغتياله مضيفه بعمل صارخ من أعمال الخيانة.
واضح أن عنصر الحسد له دوره في ارتكاب هذه الجريمة. فإن الحسد يفقد الإنسان اتزانه وقدرته على التفكير لصالح غيره وصالح الجماعة وأيضًا لمجد الله. إنه يدفع الإنسان إلى التهور ليقتل أعماق نفسه، غير مبالٍ بنظرة الله أو الجماعة أو حتى ضميره الداخلي. وكما قيل: "حياة الجسد هدوء القلب، ونخر العظام الحسد" (أم 14: 30).
* منذ بداية العالم كان الشيطان هو أول من أهلك نفسه ودمَّر الآخرين. لقد انكسر بالغيرة مع الحسد المملوء ضغنية، ذاك الذي كان في العظمة الملائكية، مقبولًا أمام الله ومحبوبًا عنده.
إنه لم يرشق الآخرين بغريزة الغيرة قبل أن يرشق نفسه بها، ولا رشقهم بالأسر قبل أن يُؤسر، ولا بالدمار قبل أن يهلك. وفي إغرائه بالغيرة أفقد الإنسان نعمة الخلود الموهوبة له، وهو نفسه فقد تلك التي كانت له سابقًا.
يالها من شرورٍ عظيمة أيها الأحباء، فقد أسقطت (الغيرة أو الحسد) الملاك، وأزالت مجدًا عظيمًا وبهيًا، فتلك التي خدع بها الآخرون هو نفسه بها خُدع!
القديس كبريانوس * لا توجد خطية تفرق الإنسان عن الله والناس مثل خطية الحسد، لأن هذا المرض أشد خبثًا من محبة الفضة. لأن محب الفضة يفرح متى ربح شيئًا، أما الحاسد فيفرح متى خسر أحد شيئًا أو ضاع تعبه سدى. ويحسب خسائر الآخرين ربحًا له أكثر من أي نجاح، فأي شرٍ أعظم من هذا؟!
يتورط الزاني في الخطأ لأجل لذة مؤقتة، وقد تكون للسارق حجة الفقر، ولكن أي عذرٍ تقدمه أيها الحاسد...؟! الحاسد يعذب نفسه ولو لم يحدث له ضرر مما يحسده، لهذا خطيئة الحسد أشر الخطايا وأشنعها. لأن الحاسد لا يمكنه مفارقة خطيته، بل يكون كالخنزير المتمرغ في الحمأة، ويماثل بفعله الشيطان...
لهذا أقول لكم إنه إن كان أحدكم يصنع المعجزات أو يحفظ البتولية أو يكون صوامًا أو باسطًا كفّيه أو ينام على الأرض ويصل بهذه الوسائط إلى فضيلة الملائكة، ولكن فيه آلام الحسد، فلا محالة يكون أشر من جميع الخطاة وأردأ منهم.
* الشيطان حاسد، لكنه يحسد البشرية ولا يحسد شيطانًا آخر، أما أنت فإنسان وتحسد أخاك الإنسان، وبالأخص الذين من عائلتك وعشيرتك، الأمر الذي لا يصنعه الشيطان.
القديس يوحنا ذهبي الفم * الحاسد لا يرى النور، لأنه يلوم المضيئين ويعيبهم بحسده.
الشيخ الروحاني * الحسد جرثومة وأصل الشرور.
القديس يوحنا ذهبي الفم
|