رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخلاص والشهادة تقوم شهادة المؤمن لعمل الله على تمتعه الشخصي بخلاصه العجيب القائم على حب الله الباذل ومراحمه اللأنهائية. لهذا يبدأ تسبحته هنا الخاصة بالشهادة بطلب الرحمة أو التمتع بالمسيا المخلص. لقد اختبر المرتل مراحم الله الجديدة كل صباح، لكنه كان يترقب بشوقٍ مجيء ابن داود الذي يعلن المراحم الإلهية اللأنهائية خلال عمل الصليب، لذا يناجي الله قائلًا: "ولتأتِ على رحمتك يا رب، وخلاصك كقولك" [41]. ليس هناك من أمان للإنسان أكثر من اتضاعه أمام الله العلى طالبًا مراحمه الإلهية ليتمتع بالخلاص الأبدي. هذا الخلاص الذي يهبه الرجاء في غفران خطاياه الماضية، ويقين في مساندة الله في الحاضر ليسلك في الطريق الملوكي، ويتمتع بعربون المجد الأبدي، مع قوة لمقاومة الشر. * بعد أن ذكر "رحمتك" أضاف على الفور "خلاصك". فإنه إذ تشملني رحمتك أتمتع بعد ذلك بالخلاص. تعبير "رحمة الرب" في حقيقته يعني "الخلاص الذي يعطيه". كان المرتل محقًا إذ لم يبدأ في صلاته بطلب الخلاص الذي يهبه الرب ويلي ذلك رحمته، وإنما أخذ الموقف المضاد. إن كنت قد خلصت فذلك حسب رحمة الرب لا حسب أعمالي الذاتية. العلامة أوريجينوس * يليق بنا أن نتساءل إن كان من الممكن أن يعود هذا كله على كلمة الله المرسل "المسيح"، لأنه هو رحمة الرب وخلاصه. لهذا يلزمنا أن نطلب في الصلاة أن تأتينا رحمة الرب، وخلاصه الذي بحسب رحمته، وهكذا إذ تشملنا الرحمة نخلص. إننا نجيب على الذين سبقوا فعيّرونا بأننا كنا أناسًا محرومين من رحمة الرب وخلاصه. القديس ديديموس الضرير * تُقال الرحمة والخلاص عن ربنا يسوع المسيح الذي لأجل وفرة رحمته تجسد لكي يصنع خلاصًا لجنس البشر. لما أُوحي إلي النبي بأنه سيأتي ابن الله متجسدًا لأجل خلاص العالم صار كما من قِبَلْ الطبيعة البشرية يلتمس ذلك بصيغة التمني، قائلًا: "لتأتِ على رحمتك يا رب وخلاصك كما قلت لأنبيائك". أنثيموس أسقف أورشليم * عما يصلي هنا سوى أنه خلال المراحم المملوءة حبًا لذاك الذي قدم الوصايا يمكنه أن يتمم الوصايا التي يشتهيها؟ القديس أغسطينوس الأن وقد جاء كلمة الله المتجسد وأعلن الرحمة في كمالها، مقدمًا لنا الخلاص المجاني، هل لنا أن نردد ذات الطلبة: "لتأتِ على رحمتك..."؟ لقد جاء السيد المسيح إلي العالم مرة لتقديم الخلاص للعالم كله، وهو يأتي دائمًا ليحل في قلوب مؤمنيه، معلنًا ذاته مخلصًا لكل مؤمنٍ. لهذا يؤكد المرتل "لتأتِ على رحمتك"، فأنا بصفتي الشخصية محتاج إلي رحمتك وإلي التمتع بخلاصك عاملًا فيَّ. مع كل صباح يكون للمخلص دوره الشخصي في حياة المؤمن، حتى ليحسب في كل يوم كأنه يتعرف عليه للمرة الأولى... لكي يشهد المرتل لعمل الله لخلاصي يحتاج إلي الله لا كمعلمٍ وقائدٍ فقط [33-40]، إنما يطلبه كمخلصٍ شخصيٍ له، وذلك من قبيل المراحم الإلهية. لقد شعر المرتل بالجهل فطلب من الله معلمه الفهم والقيادة لأعماقه، وإذ شعر بالخطية يطلب منه المراحم والخلاص المجاني، لا عن استحقاقه الذاتي وإنما حسب قوله، أي حسب وعوده الإلهية التي نطق بها الأنبياء. تمتعه بالمراحم والخلاص يثير عدو الخير عليه لهذا يسأل أيضًا قوة للشهادة في هذا الجو الرهيب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 59 - طلب الخلاص من الأشرار |
مزمور 54 - الخلاص في اسم الله |
مزمور 44 - صرخة من أجل الخلاص |
مزمور 31 - طلب الخلاص |
مزمور 26 - طلب الخلاص والرحمة |