![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إرميا في مصر ختم إرميا حياته لا في أرض الموعد، بل محمولًا من شعبه إلى مصر، حيث الآلهة الوثنية والوصية المكسورة! أراد الرب أن يُعلِّم الشعب درسًا بطريقة رمزية فأمر إرميا أن يأخذ بيده حجارة كبيرة ويطمرها في الملاط (الطين) في الملبن (مكان صنع اللبن، أي قوالب الطوب الني) الذي عند باب بيت فرعون أمام قصره أو خلفه في تحفنحيس أمام رجال يهوذا. وقد جذب إرميا انتباه الشعب بهذه الوسيلة لكي يعلن لهم القضاء باسم رب الجنود إله إسرائيل فقيل: "هأنذا أرسل وآخذ نبوخذناصر ملك بابل عبدي وأضع كرسيه فوق هذه الحجارة التي طمرتها..." (إر 43: 8-13). إن كانوا قد هربوا من يهوذا إلى مصر من وجه ملك بابل، كي لا ينتقم منهم، غير واثقين في مواعيد الله، فإن ملك بابل يلحق بهم وبفرعون الذي احتموا فيه، يضع كرسيه على الحجارة الكبيرة التي منها يقيم فرعون قصره، حتى وإن اختفت هذه الحجارة وسط الملاط. أنذر إرميا النبي اليهود في مصر بسبب حياتهم الفاسدة (إر 44: 1-14). فإن هذه البقية التي نزلت إلى مصر مارست العبادة الوثنية في مصر، لهذا يذكِّرهم الرب بما حدث لهم وهم في مملكة يهوذا. لم يجد هذا التحذير الخطير أذنًا صاغية، فقد جاء الرد من الرجال بكل عنفٍ: "إننا لا نسمع لك الكلمة التي كلمتنا بها باسم الرب" (إر 44: 16). وأكثر من ذلك نسبوا الخير والشبع عندما كانوا في أرض يهوذا إلى تبخيرهم لملكة السموات، وحين كفوا عن التبخير لملكة السموات حلّ عليهم الفناء والجوع انظر (إر 44: 17-19). جاء جواب الرب لهم قاطعًا ليعلن أن ممارساتهم الوثنية هي التي استنزلت عليهم غضب الله (إر 44: 20-23). أما النساء فكان لهن من الرب كلمة خاصة، لأنهن كن يتزعمن تلك الممارسات الوثنية المهينة لاسم الرب (إر 44: 27-28). أعطاهم الرب علامة عن الهلاك القادم حتى إذا حدث يعرفون أن ساعة دينونتهم لن تتوانى بعد. العلامة هي أن فرعون حفرع ملك مصر سيُدفع إلى يد أعدائه وإلى يد طالبي نفسه كما دُفع صدقيا ملك يهوذا إلى يد نبوخذنصر ملك بابل عدوه وطالب نفسه [29-30]، بذلك تنكسر القصبة المرضوضة التي اتكأوا عليها. |
![]() |
|