شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
التثنية 2 - تفسير سفر التثنيه
آية1:-ثم تحولنا وارتحلنا إلى البرية على طريق بحر سوف كما كلمني الرب ودرنا بجبل سعيراياما كثيرة.
كانت مدة التوهان عقاب للجيل الشرير من الشعب حتى يموتوا في البرية لعدم إيمانهم وتمردهم، وتدريب روحي للجيل الجديد ليتعلم الإيمان والطاعة ولكن لنلاحظ عدم تذمر موسى وكالب ويشوع الذين لم يدخلوا بالرغم من أنهم لم يُخطئوا مثل باقي الشعب وكانوا مُستعدين للدخول، لكن كان عزاؤهم أن الله في وسطهم والسحابة هي التي تقودهم وهذا في حد ذاته راحة ما بعدها راحة. وحتى تكون لنا راحة في كنعان ينبغى أن تكون لنا هنا في أرض التعب راحة في الرب ويكون لنا خضوع لمشيئته.
آية 2، 3: ثم كلمني الرب قائلا. كفاكم دوران بهذا الجبل تحولوا نحو الشمال.
بعد أن إنتهى الله من تأديبهم ظهر إشتياقه مرة أخرى لدخولهم لأرض الميعاد والله يشتاق لدخولنا للسماء حتى لو أدبنا هنا. ولذلك يكرر كفاكم دوران
آية4،5:- و اوص الشعب قائلا انتم مارون بتخم اخوتكم بني عيسو الساكنين في سعير فيخافون منكم فاحترزوا جدا. لا تهجموا عليهم لاني لا اعطيكم من ارضهم ولا وطاة قدم لاني لعيسو قد اعطيت جبل سعير ميراثا.
دعا الرب بنى عيسو إخوتهم فعيسو اخو يعقوب ولذلك عليهم ان يذكروا هذا فلا يعتدوا عليهم بالرغم من ان الله سيعطيهم رهبة في عيون الجميع وكلمة إحترزوا = معناها أن يذكروا أن هذه الرهبة والخوف هما من الله وليس لقوتهم الذاتية وهم ليسوا أحرارًا أن يعتدوا على من يشاءوا. (يش 9:2)
آية6:- طعاما تشترون منهم بالفضة لتاكلوا وماء أيضًا تبتاعون منهم بالفضة لتشربوا.
كان شعب أدوم أكثر كرمًا من ملكهم الذي رفض مرورهم.
آية7 ، 8:- لان الرب الهك قد باركك في كل عمل يدك عارفا مسيرك في هذا القفر العظيم الان اربعون سنة للرب الهك معك لم ينقص عنك شيء. فعبرنا عن اخوتنا بني عيسو الساكنين في سعير على طريق العربة على ايلة وعلى عصيون جابر ثم تحولنا و مررنا في طريق برية مواب. باركك = كان الشعب قد ورث ثروة من أبائه غير ما أخذوه من المصريين وكان لهم مواشى كثيرة وكثيرين تعلموا صناعات في مصر مما أدى بالتأكيد للتجارة مع شعوب المنطقة فما دام لهم المال فليشتروا من آدوم احتياجاتهم من اموالهم. إيلة = هي إيلات، سيناء على خليج العقبة
آية9:- فقال لي الرب لا تعاد مواب ولا تثر عليهم حربا لاني لا اعطيك من ارضهم ميراثا لاني لبني لوط قد اعطيت عار ميراثا.
موآب ابن لوط هو أيضًا لهُ قرابة مع يعقوب ولكن واضح أن الله يحدد لهم من يضربون ومن لا يجب أن تمتد إليهم أيديهم. ولم يكن في قصد الله أن يُعطى لهم أرض موآب.
الآيات 10-23:- الايميون سكنوا فيها قبلا شعب كبير وكثير وطويل كالعناقيين. هم أيضًا يحسبون رفائيين كالعناقيين لكن الموابيين يدعونهم ايميين. وفي سعير سكن قبلا الحوريون فطردهم بنو عيسوا وابادوهم من قدامهم وسكنوا مكانهم كما فعل إسرائيل بارض ميراثهم التي اعطاهم الرب. الان قوموا واعبروا وادي زارد فعبرنا وادي زارد. والأيام التي سرنا فيها من قادش برنيع حتى عبرنا وادي زارد كانت ثماني وثلاثين سنة حتى فني كل الجيل رجال الحرب من وسط المحلة كما اقسم الرب لهم. ويد الرب أيضًا كانت عليهم لابادتهم من وسط المحلة حتى فنوا. فعندما فني جميع رجال الحرب بالموت من وسط الشعب. كلمني الرب قائلا. انت مار اليوم بتخم مواب بعار. فمتى قربت إلى تجاه بني عمون لا تعادهم ولا تهجموا عليهم لاني لا اعطيك من ارض بني عمون ميراثا لاني لبني لوط قد اعطيتها ميراثا. هي أيضًا تحسب ارض رفائيين سكن الرفائيون فيها قبلا لكن العمونيين يدعونهم زمزميين. شعب كبير وكثير وطويل كالعناقيين ابادهم الرب من قدامهم فطردوهم وسكنوا مكانهم. كما فعل لبني عيسو الساكنين في سعير الذين اتلف الحوريين من قدامهم فطردوهم وسكنوا مكانهم إلى هذا اليوم. و العويون الساكنون في القرى إلى غزة ابادهم الكفتوريون الذين خرجوا من كفتور و سكنوا مكانهم.
فى هذه الأعداد يضرب الرب لموسى ولشعبه أمثلة تاريخية عن بعض الشعوب التي أُخذت أراضيها من شعوب أخرى قبلها وهذه الشعوب هي شعب موآب وشعب آدوم وشعب العمونيين وشعب الكفتوريين وهذه الشعوب ليست شعب الله فإن إهتم الله بهم وأعطاهم أرضًا عوضًا عن شعوب أخرى شريرة فالله قادر أن يفعل نفس الشيء لشعبه، وذكر هذه الأحداث حتى يشجعهم قبل دخولهم لأرض الميعاد. ثم يضرب لهم الله مثلًا حيًا حاضرًا في أذهانهم بعد ذلك ألا وهو انتصارهم على سيحون وعوج ملكا الأموريين وإستيلائهم على أراضيهم (باقي هذا الإصحاح والإصحاح الثالث) ولاحظ محبة الله لشعبه فهو يشرح لهم ويقنعهم ليس فقط يُعطى لهم أوامر
وبالرجوع إلى (تك 6،5:14) نجد هذه الشعوب الرفائيين والزوزيين والإيميين والحوريين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكانت شعوبًا مزدهرة أيام إبراهيم وقد ضربهم كدر لعومر. وغالبًا كانت هذه الضربة مقدمة لإندثارهم وإحلال الشعوب الأخرى مكانهم وربما إختلطوا وذابوا في الآخرين
ولماذا لم يسمح الله لإسرائيل بدخول موآب وعمون وآدوم؟
1- لكل واحد أرضه حتى الأشرار
2- الله هو الذي يوزع الأرض
3- شر هؤلاء لم يصل لدرجة نزع الأرض منهم أو إبادتهم
4- هم نسل أبرار (إبراهيم ولوط)
وغالبًا فإن الزمزميون والزوزيين هما شيء واحد وقد يكون الزوزيين والإيميون شعوبًا متشعبة من الرفائيين. وهذه الشعوب لم تكن شعوبًا ضعيفة بل قوية, وهذا درس لإسرائيل... أنتم ستحتلون أراضى كنعان ولكن هذا لخطيتهم فإذا أخطأتم مثلهم ستطردون من الأرض
آية10:- - الايميون سكنوا فيها قبلا شعب كبير وكثير وطويل كالعناقيين.
شهادة بأن الإيميون شعب قوى
آية11:- هم أيضًا يحسبون رفائيين كالعناقيين لكن الموابيين يدعونهم ايميين.
سكن الإيميون في فلسطين. وكانوا من نسل الرفائيين = يُحسبون رفائيين ولكن الموآبيون يدعونهم إيميون = أي يعتبرونهم شعبًا قائمًا بذاته لأهميتهم وقوتهم كما نقول في مصر. أن أبناء الصعيد هم مصريون لكننا نقول عليهم صعايدة لنشير لإصرارهم وعزيمتهم وعنادهم.
آية12:- و في سعير سكن قبلا الحوريون فطردهم بنو عيسوا وابادوهم من قدامهم وسكنوا مكانهم كما فعل إسرائيل بارض ميراثهم التي اعطاهم الرب.
والحوريون كانوا شعبًا عظيمًا ولكن بنو عيسو إحتلوا أرضهم كما فعل إسرائيل بأرض ميراثهم = كما فعلوا بسيحون وعوج وكما سيفعلون بالباقي
آية 13-15:- - الان قوموا واعبروا وادي زارد فعبرنا وادي زارد. و الأيام التي سرنا فيها من قادش برنيع حتى عبرنا وادي زارد كانت ثماني و ثلاثين سنة حتى فني كل الجيل رجال الحرب من وسط المحلة كما اقسم الرب لهم. و يد الرب أيضًا كانت عليهم لابادتهم من وسط المحلة حتى فنوا
لم يموتوا بالموت الطبيعي فقط بل بضربات خاصة كما ضرب الله الجواسيس وداثان وأبيرام
آية16-22:- فعندما فني جميع رجال الحرب بالموت من وسط الشعب. كلمني الرب قائلا. انت مار اليوم بتخم مواب بعار. فمتى قربت إلى تجاه بني عمون لا تعادهم ولا تهجموا عليهم لاني لا اعطيك من ارض بني عمون ميراثا لاني لبني لوط قد اعطيتها ميراثا. هي أيضًا تحسب ارض رفائيين سكن الرفائيون فيها قبلا لكن العمونيين يدعونهم زمزميين. شعب كبير وكثير وطويل كالعناقيين ابادهم الرب من قدامهم فطردوهم وسكنوا مكانهم. كما فعل لبني عيسو الساكنين في سعير الذين اتلف الحوريين من قدامهم فطردوهم وسكنوا مكانهم إلى هذا اليوم.
كما سمى الموآبيين الإيميين هكذا بنى عمون يسمون الزمزميين وهم أيضًا أقوياء
آية23:- و العويون الساكنون في القرى إلى غزة ابادهم الكفتوريون الذين خرجوا من كفتور وسكنوا مكانهم.
المثال الرابع الكفتوريون حاربوا العويون وأخذوا أرضهم. والكفتوريون من نسل مصرايم بن حام بن نوح. وكفتور التي سكنوها أولًا هي غالبًا كريت أو قبرص أو بلدة في مصر أما العويون فهم سكان فلسطين القدامى وخرج عليهم الكفتوريين وأخذوا أراضيهم وقد دعا الكفتوريون اسمهم بعد ذلك الفلسطينيون
آية24:-قوموا ارتحلوا واعبروا وادي ارنون انظر قد دفعت إلى يدك سيحون ملك حشبون الاموري وارضه ابتدئ تملك و اثر عليه حربا.
بعد أن شجعهم الرب طلب منهم أن يمتلكوا أرض سيحون فسيحون ذنبه قد كمل (تك 16:15) أثر عليه حربًا = عَلِمَ الرب بما سيظهره سيحون من عداء لشعب الرب وأنه سيبدأ الحرب
آية 25-33:-في هذا اليوم ابتدئ اجعل خشيتك وخوفك امام وجوه الشعوب تحت كل السماء الذين يسمعون خبرك يرتعدون ويجزعون امامك. فارسلت رسلا من برية قديموت إلى سيحون ملك حشبون بكلام سلام قائلا. امر في ارضك اسلك الطريق الطريق لا اميل يمينا ولا شمالا. طعاما بالفضة تبيعني لاكل وماء تعطيني بالفضة لاشرب امر برجلي فقط. كما فعل بي بني عيسو الساكنون في سعير والموابيون الساكنون في عار إلى ان اعبر الاردن إلى الأرض التي اعطانا الرب الهنا. لكن لم يشا سيحون ملك حشبون ان يدعنا نمر به لان الرب الهك قسى روحه وقوى قلبه لكي يدفعه إلى يدك كما في هذا اليوم. وقال الرب لي انظر قد ابتدات ادفع امامك سيحون وارضه ابتدئ تملك حتى تمتلك ارضه. فخرج سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب إلى ياهص. فدفعه الرب الهنا امامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه.
كان موقفه كموقف فرعون. والله يهلك الأشرار بقراراتهم الخاطئة التي يتخذونها بعد أن يرسل عليهم الإنذارات فهو سيتبرر متى حوكم (مز51)
آية35،34:-و اخذنا كل مدنه في ذلك الوقت وحرمنا من كل مدينة الرجال والنساء و الاطفال لم نبق شاردا. لكن البهائم نهبناها لأنفسنا وغنيمة المدن التي اخذنا. حرمنا = أي أهلكنا وتحريم الشخص أو الشيء معناه وقفه أي تعيينه لغرض معين لا يجب أن يتخطاه لأن تخطى هذا الغرض يُعتبر حرامًا أو محرمًا. ومن أوجه تحريم بعض الأشخاص قتلهم ومن اوجه تحريم بعض المدن تدميرها وإهلاك ما فيها. وكان أحيانًا يتم التحريم بإهلاك الناس ووقف المال لخزينة بيت الرب (يش 17:6-19) وإذا طلب الله تحريم البهائم فلأن هذه البهائم كانت مكرسة لتقديمها ذبائح للأوثان. والله سمح لإسرائيل بإبادة وتحريم هذه الشعوب:1- لخطايا هذه الشعوب البشعة (كما فعل في سدوم وعمورة) 2- درس لإسرائيل أن هذه نتائج الخطايا فيتقدسوا 3- ولقد فعل الله بإسرائيل نفس الشيء حين أخطأوا وتعذر أصلاحهم.
آية36:-من عروعير التي على حافة وادي ارنون والمدينة التي في الوادي إلى جلعاد لم تكن قرية قد امتنعت علينا الجميع دفعه الرب الهنا امامنا. عروعير = هي عار وهي مدينة لموآب على الحدود بين موآب والأموريين.
آية37:-و لكن ارض بني عمون لم نقربها كل ناحية وادي يبوق ومدن الجبل وكل ما اوصى الرب الهنا وكل ما أوصى الرب إلهنا = حسب أوامر إلهنا أن لا تمتد أيدينا إلى أرض بنى عمون.