الكنيسة الشرقية
رأينا فيما سبق كيف تطورت الطوائف في الغرب بانشقاق الكنيسة الكاثوليكية عن الكنائس الشرقية ثم الانشقاق البروتستانتي وما تبعه من انشقاقات أخرى.
ولعله من الشائق أن نلقي لمحة خاطفة على تاريخ بعض كنائس الشرق.
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية :
قبطي معناها ( مصري ) وأرثوذكسي معناها ( مستقيم الرأي ) فنحن الأقباط سلالة الفراعنة وقد بشرنا الرسول مرقس الإنجيلي وظلت كنيستنا متمسكة بنفس التقاليد والعقائد والطقوس التي تسلمتها على ممر الأجيال وكان لكنيستنا موقفها المشهور ضد الهراطقة والبدع التي ظهرت في العصور الأولى. فقادت المجامع المسكونية، وبفضل بطاركتها العلماء أمثال أثناسيوس وكيرلس وديسقوروس عقد للأرثوذكسية النصر وظلت العقائد الأولى ثابتة رغم الهزات العنيفة التي سببتها هذه الهرطقات وبدأ انشقاق الكنائس الأخرى عن معتقدات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مجمع خلقيدونية السابق ذكره.
الكنيسة الحبشية :
في الحبشة ( أثيوبيا ) وقد بشر فيلبس، وزير كنداكه الخصي الحبشي وعمده حوالي سنة 37م ( أع26: 8-40 ) . ويقال أن أول من بشر في بلاد الحبشة هو متى الرسول على أن انتشار المسيحية في الحبشة يرجع الفضل فيه إلى "فرومنتوس" أول أسقف على الحبشة في القرن الرابع وقد قام برسامته البابا الإسكندري أثناسيوس الرسولي. وقد جرت العادة على أن يرسل إلى الحبشة أساقفة مصريين حتى عهد قريب، ثم رسم مطارنة وأساقفة من الأحباش وفي عهد المتنيح البابا كيرلس السادس رسم للأحباش بطريرك جاثليق طبقاً للاتفاقية المبرمة بين الكنيستين ثم استقلت بعد ذلك.
الكنيسة السريانية :
وهم القاطنين بين النهرين وشمال العراق وسوريا. وقد آمنوا في القرن الأول الميلادي وكانوا خاضعين لأساقفة أنطاكية ومنذ مجمع خلقيدونية ( 451م ) انفصلوا عنها تابعين عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الطبيعة الواحدة وقد عرف السريان كطائفة مستقلة منذ القرن السابع الميلادي.
وفي القرن الثاني عشر انقسمت طائفة السريان إلى ثلاث شيع فضعف شأن الطائفة حتى أن بعضهم انضم إلى كنيسة روما. ولذلك تجد بينهم اليوم كنيسة ( للسريان الكاثوليك ! ) .
الكنيسة الأرمنية :
هم سكان أرمينيا بالأناضول، وقد بشرهم تداوس وبرثلماوس وقد اعتنق ملكهم المسيحية في القرن الرابع وكانت تابعة لكرسي القسطنطينية ( الكنيسة اليونانية ) وفي القرن السابع انفصلت عنها.
الكنيسة المارونية :
في لبنان وقد كانوا فئة من فئات السريان الثلاثة السابق ذكرهم وقد كانوا تابعين للكرسي الأنطاكي في القرن الأول ثم انفصلوا عنها أيضاً بسبب مشكلة الطبيعة والطبيعتين.
ولكن أخيراً انضموا إلى الكاثوليك فأصبحوا طائفة كاثوليكية.