أن خطية بحارة السفينة والناس اللى كانوا فيها هى عدم معرفة الله وكيف قادهم الله إلى المعرفة حتى وإن كان قيادتهم للخلاص عن طريق عصيان يونان , ولكن كانت خطية يونان هى الهروب عن الله وعدم الخضوع لمشيئة ربنا وأحب أن أشير إلى هذه النقطة لأننا ساعات كثيرة بنهملها فى توبتنا , لأن أحنا لما بنيجى نحاسب نفسينا بنقول أحنا كويسين معقول , فلا بنسرق ولا بنشتم ولا بنزنى و لابنكذب ولا بنحلف ولا بنعمل سلوكيات خاطئة وبنفتكر كده أن توبتنا توبة كاملة وتوبة حقيقية , لكن أحب أقول أن التوبة الكاملة والتوبة الحقيقية مش هى فقط إنى ما أعملش الغلط لكن التوبة فى كمالها هى إنى أخضع لعمل الله ولإرادة الله فى حياتى , فإذا كنا ما بنعملش حاجة وحشة لكن فى نفس الوقت مش عايشين أمر ربنا ووصية ربنا وإرادة ربنا فإحنا ما زلنا بعيد بعيد بعيد جدا عن التوبة , وهذا اللى ربنا قاد يونان إليه من أن هو يخضعه لمشيئته ويخضعه للإرادة بتاعته , فإذا كان الهروب من طاعة ربنا أدت إلى شىء خطير شفناه إلى نزول مستمر يعنى نلاحظ نغمة الإصحاح الأول لما بييجى يتكلم عن الأفعال اللى عملها يونان بيربط كل فعل بكلمة نزل ,ففى عدد 2 بيقول هرب إلى ترشيش فنزل إلى يافا , ومعنى النزول هنا هو الإنحدار , وفى نفس العدد بيقول ووجد سفينة ..... ونزل فيها ليذهب معهم , وفى عدد5 وأما يونان وكان قد نزل إلى جوف السفينة , يعنى عملية نزول وإنحدار , فكل مرة إحنا بنرفض طاعة ربنا فيها وخضوعنا لربنا , فيقودنا هذا الرفض والهروب من نزول إلى نزول لحد ما بنشوفه فى الإصحاح الثانى بينزل لأقل حتة فى كل الوجود ففى عدد 6 بيقول لربنا نزلت إلى أسافل الجبال , مغاليق الأرض عليا إلى الأبد , يعنى نزل لأسفل شىء, يعنى نزل إلى يافا ومن يافا نزل للسفينة وفى السفينة نزل إلى جوفها ومن جوف السفينة نزل إلى أسفل الجبال لحد ما أتقفلت عليه مغاليق الأرض إلى الأبد , فعلشان كده الهروب عن الله وعدم طاعتنا وخضوعنا لكلام ربنا يقودنا إلى عملية نزول مستمر لحد ما ينتهى بينا الأمر إلى النزول إلى الجحيم أو إلى الهاوية