5فَخَافَ الْمَلاَّحُونَ وَصَرَخُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى إِلَهِهِ وَطَرَحُوا الأَمْتِعَةَ الَّتِي فِي السَّفِينَةِ إِلَى الْبَحْرِ لِيُخَفِّفُوا عَنْهُمْ. وَأَمَّا يُونَانُ فَكَانَ قَدْ نَزَلَ إِلَى جَوْفِ السَّفِينَةِ وَاضْطَجَعَ وَنَامَ نَوْماً ثَقِيلاً. أنت يا يونان ماكنتش عايز تروح نينوى علشان ما تنقذش الوثنيين طيب أهو أنت قدام وثنيين آخرين , فياترى حا تتدخل لإنقاذهم والا حا تقول أموت أنا وهم , الحقيقة يونان كان فى اللحظات اللى نام فيها فى المركب قدر يأخذ حاجة من أول درس ويستفيد منه , أن البغضة للأعداء أو الوثنيين ينبغى أنها لا تستمر وعلشان كده قرر أن هو ينجى ملاحين السفينة وكانت النجاه أن هو يترمى داخل البحر وعلشان كده حسم أمره وقرر أنه يموت علشان يعيشوا هم وده كان أول أنتصار على البغضة والكراهية اللى كانت جواه تجاه الشعب الوثنى , وكما سنرى أنه بسبب الطاعة ربنا بيخلص نينوى , ولكن بسبب العصيان ربما بيخلص أهل السفينة , يعنى بعصيان يونان خلص أهل السفينة , وبطاعة يونان خلص أهل نينوى , يعنى ربنا يستطيع أنه يشتغل باليمين وبالشمال ويقدر على كل حاجة, والحقيقة هؤلاء البحارة كانوا نوعية عجيبة من الناس وأول حاجة بانت فيهم أن ساعة الخوف الكل بيصرخ للإله بتاعه , يعنى ما بنصرخش إلا فى الشديد القوى , فلما تحصل مشكلة فى حياتنا بنبتدى ندور على ربنا , ولما يحصل إحتياج شديد فى حياتنا نبتدى ندور على ربنا , لكن لما بتكون الأمور مرتاحة فلا نبحث عن ربنا بجدية وبإشتياق, والحاجة الجميلة أنهم لجأو للإله وإلى الله قبل ما يلجأوا إلى خبرتهم , لأن خبرتهم بتقول أن فى حالة هيجان البحر فالمفروض أن الحمولة تكون خفيفة علشان السفينة تطفوا بسهولة , ولكن قبل ما يخففوا الحمل صرخوا لله , وعلشان كده قبل ما تستفيد بخبرتك البشرية وبإمكانياتك العقلية أصرخ لربنا الأول وأطلب عمل ربنا الأول , والحقيقة معظمنا بيعمل العكس يعنى بعد ما تعيينا الحيل البشرية ونستنفذ كل خبرة نبتدى ندور على ربنا , لكن هؤلاء البحارة كانوا العكس هم طلبوا ربنا قبل ما يستخدموا إمكانياتهم وعلمهم وخبرهم , وكان ربنا هو أول شىء إلتجأوا إليه , والحاجة الجميلة أيضا أنهم كانوا بيبحثوا عن إله هم مش عارفينه وكل واحد فيهم كان بيصرخ لإلاهه , ولكن أى إله هو اللى كان الصح محدش فيهم كان عارف , لكن كما سنرى إن الإله الحقيقى بيعلن نفسه , ورمى البحارة الأمتعة ولكن المشكلة ماكانتش فى الأمتعة بل كانت فى وجود يونان , والحقيقة قد يكون فى السفينة ناس أشر أخلاقيا من يونان , لكن ربنا لم يرسل هذه الريح إلا علشان شخص واحد وهو يونان بالذات , بالرغم أنه ممكن يكون هناك واحد أشر منه موجود على السفينة لكن ربنا عايز ده بالذات فإبتدوا يعلنوا أن فى حاجة إلى شفيع تماما كما كان هناك فى حاجة إلى مخلص يخلص نينوى صار فى السفين فى حاجة إلى شفيع يصرخ وبصرخته يسبب نجاة وخلاص لهذه السفينة , أما يونان كان قد نام نوما ثقيلا فى جوف السفينة وكلمة نوما ثقيلا تعنى أنه نوع من الهروب لأنه عارف أن هذه المشكلة دى كلها حاصلة بسببه لكن مش عاوز يواجهها .