رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ضمنت الأبدية وهذا يكفيني!! لاحظت بمجرد دخوله مكان الاجتماع؛ حركته المتثاقلة التي تنمّ عن حالة صحية ليست الأفضل. لكن ما لفت نظري أن وجهه كان يشرق بالفرح فيشعّه على من حوله. ازداد سروري بتركيزه في كل ما دار في الاجتماع. تمنيت أن أتحدث إليه بعد الاجتماع، وقد كان، إذ جاءني بوجهه البشوش يطلب محادثتي. ودار الحديث: ** أرجو أن تعرّفني باسمك. تيسير سمير حبيب. أسكن في إحدى قرى مركز المنيا. ** تاريخ ميلادك؟ 25/6/2007. ** عفوًا؛ اعتقد أنك أخطأت، فأنت تبدو أكثر عمرًا من ذلك!! أنا أعتبر هذا تاريخ ميلادي الحقيقي والـ23 سنة الماضية لم يكونوا حياة، بل ضياع؛ لأني عشتهم في الشر بعيدًا عن الله. حتى عندما كنت أذهب إلى الكنيسة، لم يكن ذلك بغرض الاقتراب منه، بل لأغراض أخرى، الكثير منها شرير. لكن حياتي ابتدأت في هذا التاريخ، عندما عرفت الرب يسوع المسيح مخلِّصًا، فارتحت من كل همومي وتعبي، وضمنت حياتي الأبدية في السما. ** تركته يحكي قصته من البداية والفرح لم يختفِ من على وجهه إلا عندما تذكر شر الماضي. البداية كانت إنذارًا بسيطًا من الرب، لكني لم أُرد أن أسمع. منذ 7 سنوات صدمتني دراجة، سبّبت لي كدمة في ساقي. ظننت أنها سريعًا ما تطيب، لكن العكس حدث. ذهبت لأكثر من طبيب، بعضهم نصحني بإجراء عملية جراحية، والبعض عالجني بأدوية كثيرة؛ أدت إلى ضعف جهاز المناعة بجسمي. بعد فترة أجريت العملية، وصحَّت ساقي. وعُدتُ لشري. بعد شهرين أحسست بألم في ساقي الأخرى، وأصبحت بالكاد أعرف أن أحركها. دُرت على الأطباء مرة أخرى. تضاربت تشخيصاتهم وعلاجاتهم بالكورتيزون وغيره، فازدادت حالتي سوءًا. وصل الأمر إلى نزيف على الكلى اليمين، وجلطة في الساق اليمنى، وقُرَح في الساقين، والتهاب في العصب البصري أدى إلى فقدان جزئي في إبصار العين اليسرى. استمريت في العلاج، وللأسف في الشر أيضًا. للاختصار، أصل إلى أحلى ما في للقصة. في 22/6 الماضي وصلت إلى درجة بشعة من الألم بسبب جلطة في الساق ونزيف شديد على الكِلية اليسرى. كنت أتقطّع من الألم وأنا أتلوى على سريري. لما دخلت المستشفى تعجب الأطباء من حالتي، وعلق أحدهم: “المفروض إنك مُتّ من زمان”. أجمعوا أن هذه المرة لا يمكن إجراء العملية لحالتي الصحية المتدهورة، وفي نفس الوقت كان إجراء العملية هو الحل الوحيد!! رنَّت في أذني ترنيمة لا أتذكر أين سمعتها، فلم أكن مهتمًا بالاجتماعات الروحية كما أخبرتك. تقول الترنيمة: “الأطبا احتاروا.. ورّيهم إيدك”. في النهاية اتفق الأطباء: “نعملها ونخليها على ربنا”. هزتني الكلمة من داخلي، ولا أدري لماذا. ابتدأت أحسّ بالخطر أكثر عندما فشلوا في إيجاد دم من فصيلتي استعدادًا للعملية. ارتسم أمامي الطريق مؤدّيًا إلى الموت، وأنا لم أضمن ماذا يأتيني بعد الموت. في هذا الوقت أرسل الرب لي اثنين من المؤمنين كلّماني عن الرب وأعطوني شرائط مسجل عليها عظات. كنت أتأثر سريعًا بكلامهم، لكن خارحيًا فقط. وأحيانًا كنت أتظاهر بأني أعرف الرب أمامهم، مع أني كنت أعلم تمامًا أنهم يعرفون الحقيقة. توالت زياراتهم، وكانوا يصلّون من أجلى كثيرًا، وكانت محبتهم جاذبة لقلبي جدًا. وفي ليلة لن أنساها، وكنت أشعر أني وحدي تمامًا أواجه الموقف، سمعت “رنّة موبايل” أخي وكانت ترنيمة تقول: “أوعى تفكر إني نسيتك.. إوعى تفكر إني بعيد”. أحسست أن كل الناس تركوني لكن هناك شخص قريب مني. استرجع الرب في ذهني كل الكلام الذي سمعته عن الأبدية وما بعد الموت ومحبة المسيح وحالتي؛ وجدت نفسي أرتمي عليه، وأفضفض كل ما في قلبي، بداية من هَمِّ الخطية الثقيلة على ضميري ومخاوفي من الأبدية، حتى مرضي وألمي. كنت قبلها أشعر أن بيني وبين السماء بحر لا يمكن عبوره، لكن في هذه اللحظات وجدت المسيح هو الجسر الوحيد الذي يمكنني أن أعبر به هذا البحر المريع. شعرت بهَمٍّ كبير انزاح عن صدري. ولم أعد يهمني أن أعمل العملية أو لا أعملها، أعيش أو أموت؛ فقد ضمنت الأبدية وهذا يكفيني!! ساعتها قلت للرب: “مش عايز غير ساعة واحدة أعيشها معاك وليك”. في نفس اليوم رفض الأطباء إجراء العملية لخطورتها على حياتي. والرب أعطى فكرة لأحد الأطباء إنه بدلاً من العملية الجراحية يقوم بسحب الدم من على الكلى بالحقنة (يسمونها عملية بذل). وقام بذلك دون أن يخدّرني، ومع ذلك لم أشعر بالألم، بل كنت أرنم وأصلي من قلبي، وكان حولي الكثيرون يصلّون حتى نسيت أنني في حجرة عمليات، بل ونسيت أني أنا من تُجرى له العملية. نمت في هذه الليلة كما لم أنم عمري كله، فبعد سنوات كثيرة كان الأرق والقلق يقتلاني شعرت بالسلام لأول مرة. كنت في راحة روحًا ونفسًا وجسدًا. وفي الغد أثبتت الأشعات توقف النزيف وتحسن الأمور. بقي أن يتم تركيب “فلتر” للدم حتى لا تتحرك الجلطة. ذهبت إلى القاهرة وأنا أصلي في قلبي “أنا عايزك انت اللي تعمل العملية يا رب”. رتب الرب أن يقوم بالعملية أستاذ دكتور (مع أنه لا يقوم بإجراء هذه العمليات بنفسه مطلقًا)، أعطاني مخدرًا موضعيًا، فكنت واعٍ لما يحدث. أدخل الفلتر، وقبل أن يفتحه صاح بمساعديه: “ما حدش يفتح الفلتر”. قام بعمل أشعة أظهرت أن الوريد مسدود وفتح الفلتر كان سيودي بحياتي. قال لي يومها بالنص: “انت ربنا بيحبك”، وكنت أعلم ذلك تمامًا. صمتَ قليلاً وقال “إحنا عملنا اللي علينا.. روح وقول يا رب”. من داخلي كنت في غاية الاطمئنان لأني ضامن أبديتي، فليحدث ما يحدث. ورغم فشل العملية، قمت في اليوم الثالث ومشيت على قدميَّ! طلبت من الرب ساعة أعيشها معه، لكنه أعطاني عمرًا جديدًا وهو يمتعني كل يوم بشخصه!! ** بالتأكيد اختبار مثل هذا ينشئ فرحًا كالذي أراه على وجهك!! فرحي لا يمكن التعبير عنه بسبب معرفة الرب يسوع: ضمن لي الأبدية، ويسير معي هنا، ولن يتركني إلى أن يوصلني السماء. ** ما الذي حدث بعد معرفتك بالرب؟ بعدما عرفت الرب يسوع، تخلّصت من كل علاقات الشرِّ القديمة وكل الأشياء التي كانت تربطني بالشر. وبدأت أحكي حكايتي للناس حتى يعرفوا إن الراحة في الرب يسوع فقط. ** هل لم يحاربك الشيطان في إيمانك وفرحك بالرب؟! حصل.. في شهر أكتوبر الماضي تعرضت لتدهور صحي دخلت بسببه المستشفى. حاول الشيطان أن يشككني، لكني أحسست بالرب يسألني: هل تقبل مني الألم كما قبلت الخلاص؟ أجبته: نعم، أقبل هذا وأكثر منه، ويكفيني أني ضمنت الأبدية!! وأشكر الرب أن صحتي تحّسنت مرة أخرى وعُدت للاجتماعات مرة أخرى. وكل همي الآن أن أعرف في كلمة الله أكثر، وأن أخبر عن أفضاله أكثر. وهذه هي صلاتي المستمرة. ** واضح من القصة أنك تصلي كثيرًا، فمن علمك أن تصلي؟! لم يعلمني أحد الصلاة. من يوم بدأت مع الرب وجدتني أتحدث معه باستمرار. أحب أن أقول لكل واحد في ضيقة مثل ضيقتي: إن الحل عند المسيح، والأهم إنه هو ضمان الأبدية أيضًا. وأرجو من كل واحد لم يسمح الرب له بالألم ألا ينتظر ألم وتجارب حتى يرجع للرب “ليه ما تعرفهوش وانت بصحتك؟!”. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وهذا يكفيني يا أبي |
أنت معي.. وهذا يكفيني |
أنت معى وهذا يكفيني |
أنت معي.. وهذا يكفيني |
وهذا يكفيني |