منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 10 - 2012, 02:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,129

المعلم يعقوب الأمير أو الجنرال

المعلم يعقوب الأمير أو الجنرال

نبغ من المصريين في القرن الثامن هذا الرجل القبطي الذي استحق أن تخصص له صفحات في التاريخ المصري الحديث، وهو يعقوب يوحنا، الذي لقب بالمعلم ثم بالجنرال يعقوب.
ولد يعقوب في ملوي وكانت تابعة إداريًا لأسيوط، سنه 1745 من أبوين قبطيين هما يوحنا ومريم ابنة توفيق غزال، وتعلم في الكتاتيب القبطية الملحقة بالكنائس حيث لم يكن موجودًا غيرها، حيث تعلم القراءة والكتابة والحساب، كما حفظ المزامير والإلحان الكنسيّة كغيرة من أبناء الأقباط
.
ولما امتد به العمر وأصل تعليمه فيما بعد الكتاب، فتعلم اللغة العربية وأجاد الخط العربي، والأصول الحسابية على يد الصيارفة القبط، وجعل يتطلع لجمع المعارف العامة، ولما أتم يعقوب العقد الثاني من عمره، ألحقه والده كاتبا عند أحد أقربائه من المستقلين بجباية أموال أحد المماليك الذين كانوا يتقاسمون حُكم البلاد في ذلك العصر، وهنا بدأت مواهبه تظهر، واكتسب كثيرًا من المعلومات الإدارية والحسابية.

المعلم يعقوب الأمير أو الجنرال



مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810
ولما طرد على بك الكبير محمد باشا الحاكم العثماني من القاهرة وتولى حكم البلاد قرب إليه المماليك الآخرين بالإنعام عليهم برتبة البكوية، فالتحق في ذلك الوقت يعقوب بخدمة احد هؤلاء المماليك وهو سليمان أغا الإنكشاري، وكان غنيًا امتلك الكثير، ولم يمض وقت طويل حتى أنس سليمان بك في يعقوب الأمانة والمقرة، فأولاه ثقته وعينه مديرًا على أملاكه.
وكان عمله جباية الضرائب والرسوم الجمركية وجمع إيجارات الأراضي الزراعية.
صفات يعقوب:

إلى جانب ما تقدم أحرز يعقوب صفات عسكرية متميزة من تعامله مع المماليك، وكان المماليك ذوى بأس وقدرة عسكرية متفوقة خصوصًا في الفروسية والشجاعة واستعمال السلاح، وميلهم للحروب والقتال، فتعلم يعقوب منهم هذه الصفات كركوب الخيل والتعامل بالسلاح.
وكانت كفاءته المالية والإدارية سببها في توليه مناصب جمع منها أموالًا طائلة، حتى أصبح غنيًا له خدم وحشم ومستخدمين وأتباع وعبيد فحصل على لقب (المعلم) وهو لقب كان يعطى في مصر في تلك الأيام للدلالة على الشرف والزعامة والجاه، كما كان يحمله من كان لديه نصاب كبير من المال والأملاك أو يبرز في صناعة معينة.
زواج:

تزوج يعقوب وهو في الخامسة والعشرين من عمره بزوجته الأولى وكانت تسمى (مختارة الطويل) وهى ابنة عمه، وكان تاجرًا ثريًا من ملوي، رزق منها طفلًا ومات ولحقته هي الأخرى بعد أصابتها بالطاعون.
وبعد مضى اثنتي عشرة سنه بعد وفاتها تزوج بأخرى سورية من حلب تدعى (مريم نعمة الله البابوتجى) وقد بارك الأب البطريرك الأنبا يؤانس 18 هذا الزواج لأنه لم يكن قد كتب به عقد لان الزواج كان شفوياً.
المعلم يعقوب والحملة الفرنسية:


المعلم يعقوب الأمير أو الجنرال



المعلم جرجس الجوهري
لما وصلت الحملة الفرنسية مصر عام 1798 واستقر بونابرت في القاهرة، قدم إليه المعلم جرجس الجوهري، وكان عميد الأقباط في ذلك الوقت، وقدم طائفة من شباب الأقباط فعين منهم نابليون رؤساء للمالية في بعض المديريات، أما يعقوب فأحتفظ به هو لما هو أهم من ذلك، فلما لجأ المماليك إلى الصعيد ذكر بونابرت في القضاء عليهم بحمله قادها الفرنسي (ديزييه)، وكانت هذه الحملة بحاجة إلى رجل أمين يجمع في شخصه الصفات العسكرية والإدارية وله خبرة تامة بالبلاد في الصعيد، فلم يجد خيرًا من المعلم يعقوب فعينه مديرًا عامًا لهذه الحملة.
وبالفعل جهز يعقوب للحملة المؤن والذخائر وأمن لها الطرق والمواصلات، ورتب حركاتها ونظم شئونها المالية والإدارية، ونجحت الحملة بمساعدته فكانت ليعقوب كلمته المسموعة في الشئون المالية والإدارية في مصر كلها، وكان ذا سياسة لبقة في جباية الضرائب.
ولما غادر نابليون البلاد إلى فرنسا وسلم قيادة الحملة لكليبر أوصى بجعل يعقوب ساعده الأيمن وعدم الاستغناء عنه، واتخذ يعقوب إدارته في بيت البارودي، وبعد انتصار كليبر في معركة عين شمس على الأتراك في عام 1800، وإخماده ثورة القاهرة الثانية وفرضه غرامات كبيرة على الثوار المصريين عهد إلى يعقوب بتحصيلها، فاستعمل الحكمة في ذلك ولم يرهق الأهالي في جمعها.
الفيلق القبطي:

لما رأى يعقوب أن مصر محرومة من جيش وطني يمكن الاعتماد عليه في الأحداث الكبيرة، فكر في تأليف فرقة قبطية، ورخص له الفرنسيون بذلك، فجمعها من شباب الصعيد وبلغ عددهم نحو ألفين ودربهم ضباط فرنسيون على الحركات العسكرية.
ولما دبرت مكيدة لقتل الأقباط نظير هذه الأعمال والتأليف مع الفرنسيين، وجه يعقوب اهتمامه للدفاع عن إخوانه أقباط القاهرة، فبدأ يهدم بعض البيوت التي خربت في الحوادث الأخيرة، وبنى بأنقاضها سورًا عاليًا منيعًا حول الحي الذي جمع الأقباط فيه، وشيد أبراجًا فوقه داخل السور، وعمل في السور بوابتين، ورتب جنديين قبطيين يقفان على كل باب بالسلاح على أكتافهما لمنع كل من يحاول الدخول، فأصبح المكان حصينًا، وتمكن يعقوب بذلك من دفع خطر: كان يحيق بالأقباط ولما عين الجنرال مينو بعد كليبر الذي قتله سليمان الحلبي، وجد أن إيرادات الدولة قد نقصت وأن الإدارة في حاجة إلى أموال، ففرضت ضرائب جديدة إلا أنها لم تف بالمطلوب حيث كانت المشروعات قد استعجلت وحاجة الجيش زادت، فاضطر مينو أن يعقد قرضًا بمليون ونصف من الفرنكات وفاوض المعلم يعقوب في ذلك، فاتفق يعقوب مع أربعة من زملائه الأقباط هم: المعلم جرجس الجوهري، والمعلم أنطون أبو طاقية وفلتاؤوس وملطي على أن يقدم كل منهم 300 ألف فرنك وقدموها فعلًا على أن تخصم من الضرائب المطلوبة فيما بعد وتسلموا سندات بقيمتها على الخزانة الفرنسية.
يعقوب في نظر الفرنسيين:

كان يعقوب محل اعتبار لدى الفرنسيين فبعد انتصاره في الصعيد أعطى مكافأة وأهداه الفرنسيون سيفًا فخريًا منقوشًا عليه (معركة عين القوصية) اعترافا بفضله فيها في 24 ديسمبر 1798 كما أهداه نابليون عباءة من الفرو.
ولما ألف الفيلق القبطي رقاه كليبر إلى رتبة كولونيل في مايو 1800 ثم إلى رتبة جنرال (لوار) سنه 1801، وبهذا عاش يعقوب عيشة مرفهة، فركب الخيول وكانت له حراسته الخاصة وكانت له الأراضي والمزارع والعبيد والإماء.
نهاية يعقوب:

لما انهزمت القوة الفرنسية أمام الجيوش البريطانية في 1801 في معركة أبي قير وانتهى الأمر بإبرام اتفاقية العريش 1801 على أن يخلى الفرنسيون مصر، وخرجوا فعلا ولم يكن يعقوب موافقًا نفسه على هذا، فبعد أن حسب حسبته ووجد انه سيطارد هو وأهله، دعا زملاءه الأقدمين جرجس الجوهري وأبو طاقية وفلتاؤس وملطى وكاشفهم بعزمه على مصاحبة الحملة المنسحبة لأنه لا يستطيع العيش بعد ذلك في مصر فوافقوه وسلموه سندات السلفة كي يستردها من فرنسا عندما يصل إلى هناك.
وقد طلب الوالي العثماني من الفرنسيين أن يتركوه في مصر فرفض، وأبحرت بهم البارجة في 10 أغسطس 1801، إلا أنه بعد يومين من الإبحار في البحر المتوسط إلى فرنسا أصيب يعقوب بمرض مفاجئ ظل يعانى منه أربعة أيام ومات، فاحتفظوا بحثته في دن بنبذ حتى دخلت الباخرة إلى فرنسا حيث دفن هناك.
يعقوب القبطي الوطني:

كانت أمجد صفحات حياة يعقوب هو محاولاته من أجل استقلال مصر، فكان يتحدث قبل مرضه على ظهر السفينة مع قدمندائها جوزيف أدموندس، وكان حديثه سريًا حفره سكرتيره لاسكاريس، ولما توفى يعقوب تولى لاسكاريس تدوين ما قاله وإذا به مشرع الاستقلال ونوع الحكومة الوطنية، وطلب من القومندان أن يبلغها للحكومة الإنجليزية، كما انه أرسل إلى نابليون مذكرة بإمضاء (غر أفندي) بالنيابة عن الوفد المصري ومذكرة أخرى إلى وزير خارجية فرنسا يطلب معاونته في الحصول لمصر على استقلالها من حكم لا هو عثماني ولا هو مملوكي، وإنما هو مزيج من مسئولي الفوضى والعنف والإسراف ولا خير فيه للحكومة.
وقد اعترفت المحافل العلمية والتاريخية في مصر بجهد هذا الرجل في هذا المجال السياسي الفريد قبل أن يفكر فيه مصري آخر مسلم أو مسيحي، وقد نشرت هذه المذكرات نشرًا علميًا بمعرفة هذه الجهات العلمية.
ملاحظات على المعلم (الجنرال يعقوب):

قيل أن العلاقة بينه وبين الأب البطريرك لم تكن كما يجب، وذلك بسبب زواجه من امرأة من غير جنسه بطريقة مخالفه لقومه في الزيّ والعادات ولذلك لم تتمكن من الاشتراك في الميراث بعد موته، وربما يكون القول مردود لأننا رأينا أنه اخذ بركة البابا على زواجه إلا أنه ربما تكون غير أرثوذكسية مما جعل الكنيسة غير راضية عنها.
- وممن خرجوا مع الفرنسيين معه من الجنود كان يعقوب بقطر واسمه إلياس بقطر صاحب القاموس الفرنسي العربي الشهير، والبعض يقول أنه ابن أخ يعقوب ولد في أسيوط 1784 وعينه نابليون مترجمًا لجيشه، وبعد هجرته إلى فرنسا نال مركزًا علميًا ساميًا في فرنسا، حيث وضع القاموس المشار إليه.
وقبل أن الأقباط الذين هاجروا إلى فرنسا أضاعوا جنسيتهم هناك ولم يبق لأسماء أسرهم أثر يُذْكَر ومنهم الكولونيل مكاريوس حنين والكولونيل غبريال سيداروس والكولونيل حنا هرقل والقومندان عبد الله منصور.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شاطئ الجنرال
الجنرال يعقوب من شخصيات وقت الحملة الفرنسية
المعلم يعقوب الأمير أو الجنرال | يعقوب حنا | يعقوب يوحنا
الخائن الجنرال موريس
القديس يعقوب الرسول | يعقوب أخو الرب | يعقوب البار كاتب الرسالة


الساعة الآن 01:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024