يرى المرتل نفسه وقد انحدرت نحو القبر لتلتصق بالتراب فتصير مأكلًا للحية القديمة، إبليس، إذ قيل: "على بطنكِ تسعين وترابًا تأكلين كل أيام حياتك" تك14:3، لذلك صرخ إلي الكلمة الإلهية لكي يحمله بروحه القدوس من القبر، وينفض عنه التراب، ويهبه الحياة الجديدة المرتفعة نحو السماويات، فلا تقدر الحية أن تقتنصه وتبتلعه!
من يقدر أن ينفض عنا الالتصاق بتراب هذا العالم إلا كلمة الله واهب الحياة والحرية؟! لقد وعد الله: "أنا أميت وأحيي" (تث 39:32). ويقول السيد المسيح: "أنا قد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو 10:10).
التمتع بهذه الحياة المقامة تحتاج إلي صراحة ووضوح وانفتاح من جانبنا، فبقدر ما ينفتح قلبنا على كلمة الله ونعترف بطرقنا المنحدرة إلي الهاوية يفتح الله عن بصيرتنا فننعم بأسراره وعجائبه معنا.