منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 10 - 2023, 10:38 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

مزمور 119 | الوصية والحياة المُقامة




الوصية والحياة المُقامة

لقد تآمر الرؤساء الروحيون في الشر، أي الشياطين، على المرتل داود، ونصبوا له الشباك فسقط في خطية تلو خطية، لكنه إذ أدرك أن الذبيحة التي يُسر بها الله هي القلب المنكسر والمنسحق (مز 19:51) انحنى بانسحاق حتى التراب، قائلًا: "فإن نفسنا قد اتضعت حتى التراب، ولصقت في الأرض بطوننا" مز25:44. عرف المرتل أنه لا خلاص لنفسه بجهاده الذاتي، إنما يحتاج إلي "كلمة الله" ونعمته لكي يُنتشل من تراب القبر وتتمتع نفسه بالحياة المُقامة، لهذا يقول:
"لصقت بالتراب نفسي، فأحيني ككلمتك" [25].
كلمة الله هي حياة تتفاعل مع نفس الإنسان فيحيا بالله، خلالها يتمتع المؤمن باتحاد سري مع الله مصدر حياته.
يطبق البعض هذه العبارة على شخص رب المجد يسوع في لحظات آلامه، حيث حمل خطايانا وقبل أن يدخل إلي الموت لحسابنا، قائلًا: "نفسي حزينة حتى الموت". ويرى البعض أن المتحدث هنا هو داود النبي حيث اضطربت نفسه فيه، فجلس على الأرض، وغطى نفسه بالتراب كعادة بعض الشرقيين قديمًا، كما فعل أيوب (أي20:1) وأصدقاؤه وقت الضيق. إذ قيل: "ورفعوا أعينهم من بعيد ولم يعرفوه فرفعوا أصواتهم وبكوا ومزقوا كل واحدٍ جبته وذروا ترابًا فوق رؤوسهم نحو السماء" (أي12:2).
ربما شعر المرتل أنه قد التفَّت حوله حبال الخطاة، واشتدت به التجربة جدًا وأن خطيته هي السبب، أحدرته كما إلي التراب، وكأنه يردد كلمات الرسول بولس: "ويحي أنا الإنسان الشقي، من ينقذني من جسد هذا الموت؟!" رو24:7. فكشفت ضيقته الخارجية عن ضعفاته الداخلية. ولعل صرخة المرتل هنا هي من أجل الضيقتين معًا، ضيقة الضعف الداخلي مع الضيقة الخارجية.
يعترف المرتل قائلًا: إن نفسه لم تعد بعد ملتصقة بالرب كما كانت قبلًا. إذ وجد نفسه ساقطًا في الخطية، التصقت نفسه بالتراب بفعل الخطية. لقد دمرت الخطية مكانتها وحطمت علوها الطبيعي.
حقًا أن كل نفسٍ خاطئة تكون "ملتصقة بالتراب". (لذا قيل) "وراء الرب إلهك تسير، وتلتصق به" تث4:13؛ 13:6؛ 30:10؛ هذا ما قيل في الشريعة.
يرى المرتل نفسه وقد انحدرت نحو القبر لتلتصق بالتراب فتصير مأكلًا للحية القديمة، إبليس، إذ قيل: "على بطنكِ تسعين وترابًا تأكلين كل أيام حياتك" تك14:3، لذلك صرخ إلي الكلمة الإلهية لكي يحمله بروحه القدوس من القبر، وينفض عنه التراب، ويهبه الحياة الجديدة المرتفعة نحو السماويات، فلا تقدر الحية أن تقتنصه وتبتلعه!
من يقدر أن ينفض عنا الالتصاق بتراب هذا العالم إلا كلمة الله واهب الحياة والحرية؟! لقد وعد الله: "أنا أميت وأحيي" (تث 39:32). ويقول السيد المسيح: "أنا قد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو 10:10).
التمتع بهذه الحياة المقامة تحتاج إلي صراحة ووضوح وانفتاح من جانبنا، فبقدر ما ينفتح قلبنا على كلمة الله ونعترف بطرقنا المنحدرة إلي الهاوية يفتح الله عن بصيرتنا فننعم بأسراره وعجائبه معنا.
* إن كنا نتطلع إلي العالم كبيتٍ واحدٍ عظيم، فإننا نرى السماوات تمثل القبو، والأرض تمثل الممر. إنه يريد أن ينقذنا من الأمور الأرضية، لنقول مع الرسول: "مواطنتنا هي في السماء". فالالتصاق بالأرضيات هو موت للنفس، عكس الحياة التي يصلي من أجلها قائلًا: "أحيني"!
القديس أغسطينوس

يروي لنا ثيؤدورت كيف استخدم الإمبراطور ثيؤدوسيوس هذه العبارة عندما أصدر قانونًا كان الكثيرون ضحية له، وجاء إلي الأسقف إمبروسيوس يقدم التوبة. فقد أخبرالأسقف إمبروسيوس روفينيوس أنه قد عزم على منع الإمبراطور ثيؤدوسيوس من الدخول إلي المقدسات ولو كلّفه الأمر تسليم حياته للموت، وكان الإمبراطور قد تحرك بالفعل...
إذ أبلغ روفينيوس رسالة الأسقف إمبروسيوس قال الإمبراطور: "ساذهب وأقبل العار الذي استحقه..." وإذ التقى بالأسقف قال: "إنني لا انتهك القوانين الموضوعة، ولا اطلب أن أعبر إلي المقدسات، لكنني اطلب منك الحِل، واضعًا في اعتبارك مراحم ربنا جميعًا، ولا تغلق أمامي باب سيدنا المفتوح لكل التائبين. طلب الأسقف منه تأجيل القانون ثلاثين يومًا حتى يُدرس الأمر جيدًا، ولا يسقط ضحايا بلا ذنب
وإذ نفذ الإمبراطور يقول ثيؤدريت:

الأن جاء الإمبراطور الأمين بجسارة إلي داخل الهيكل المقدس، لكنه لم يُصل لإلهه واقفًا، ولا حتى راكعًا، بل كان منبطحًا على الأرض وهو ينطق بصرخات داود: "التصقت نفسي بالتراب فأحييني حسب كلمتك" .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
انت الحق والحياة والطريق وانت هو النصيب
مزمور 119 | الوصية كنز مخفي
مزمور 97 | التهليل والحياة المقدسة
مزمور 97 | التهليل والحياة السماوية
مزمور 97 | التهليل والحياة المقامة


الساعة الآن 08:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024