قبور الشهوة إن الله في حكمته يعطي ما يكفي لنا في رحلة البرية، ويمنع ما يرى أنه غير نافع لنا. لكن ماذا عن القلب الخدّاع؛ فكثيرًا ما يشتكي، فماذا نفعل؟! ما علينا إلا أن نذهب إلى الرب، لا بقائمة تمتلئ بما نشتهيه ونطلب منه فقط المصادقة والتوقيع، بل نذهب إليه بصفحة بيضاء مذيَّلة بتوقيعنا ليملأها بما يريد ونحن نقول له «لتكن لا إرادتي بل إردتك». لكننا أحيانًا كثيرة لا نفعل هذا. فالطالب منا يذهب إلى الرب مُصِرًّا على كلية معينة وتخصص معين، والباحث عن العمل يذهب ليسأل الرب وفي خياله مكان معيَّن ومرتب محدد، والمقبل على الزواج يذهب لسؤال الرب وهو مصرّ على شخصية محدَّدة. فما الذي يفعله الرب بعد أن يكون قد أرسل صوته لنا مرارًا كثيرة لننتظره ونصبر له؟ إنه يسمع، ويعطينا سؤلنا، وما هي إلا أيام قليلة حتى نشعر بالهزال والضعف، ويصير ما كنا نرى فيه إشباعًا لرغباتنا هو سبب سقوطنا في قبور شهواتنا.فليتنا نتعلم الدرس.