رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«اشترك أنت في احتمال المَشَقَّات، كجندي صالح ليسوع المسيح» (2تيموثاوس2: 3) إن النبات الصحراوي يعيش ويثمر في ظروف صعبة، ويتكيَّف مع المياه القليلة والشمس اللافحة. ووفرة المياه تضره. كذلك حياة المؤمن ولا سيما الذي يخدم. إنه يعيش على القليل من مصادر الإنعاش، ويحتمل المشقات والمعاناة، وكثرة التدليل والترفيه تفسده، وتجعله غير مُؤهَّل للخدمة.وإذا رجعنا إلى قصة جدعون ورجاله الذين خرجوا لمحاربة المديانيين (قضاة7)، سنجد نفس الفكر. لقد وُضِعُوا تحت الامتحان عند الماء. مَنْ منهم يصلح للحرب؟ وهذا سيتقرر بُناءً على الطريقة التي سيشرب بها كل فرد حسب عادته وطبيعته. وكانت نتيجة الامتحان أن 9700 شخص جثوا على ركبهم للشرب، و300 شخص فقط ولغوا بأيديهم إلى فمهم. وهؤلاء هم الذين استخدمهم الرب فى الحرب. إنهم يقنعون بالقليل من الماء ويتناولونه بسرعة، وأمامهم الهدف الأسمى، وهو الحرب والنصرة. لقد أخذوا الماء بأيديهم، أي أنهم يتحكَّمون فيما يأخذون ويستعملون من مصادر الإنعاش والترفيه. أما الأكثرية فأعطوا حياتهم واهتمامهم للشرب فجثوا على ركبهم، أي ركعوا أمام رغباتهم وشهواتهم. وبالطبع أمثال هؤلاء لا يصلحون للخدمة. والآن دعني أسالك أيها القارئ العزيز: كم من الوقت تقضيه في الرياضات والتسليات والخروجات للنزهة والمحادثات فى الموبايلات؟ ماذا تشاهد على الفضائيات، وماذا تفعل أمام شاشة الكومبيوتر بالساعات؟ هل عرفت معنى الجندية المسيحية؟ هذا ما قاله بولس لتيمــوثــاوس: «اشترك أنت في احتمـال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح» (2تيموثاوس2:3). إن حياة الجندي ليست ناعمة ومليئة بالمسرَّات والترفيه، بل هي حياة خشنة مليئة بالمعاناة والحرمان، وفيها جهاد وانضباط. |
|