رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أخفيت أقوالك في قلبي، لكي لا أخطئ إليك" [11]. * إنه يخطئ في حق الله من يظن أنه مستحق أن يعلن عن الأقوال المخفية التي يجب أن تبقى مخفية عن الأشرار، فلا يخبئها عنهم، كاشفًا عنها لمن لا يجب أن يعرفوها. فإن الخطر لا يقوم على قول الكذب فحسب، وإنما يقوم أيضًا على قول الحقيقة بالكشف عنها لمن لا يجب أن تعلن لهم. "لا تطرحوا درركم قدام الخنازير، ولا تعطوا القدس للكلاب" مت 6:7. العلامة أوريجينوس * من لا يقبل تعاليم الله سطحيًا وظاهريًا كما يخفيها في قلبه حتى يتقوَّم فكره وأيضًا نياته، فيصير خاليًا من الخطية أمام الله الذي يرى الخفيات، فإنه لا يرتكب فقط الزنا بل وكل شهوة شريرة. تطابق هذه الآية الكلمات: "يا ابني إن قبلت كلامي وخبأت وصاياي عندك حتى تميل أذنك إلي الحكمة" أم 1:2،2. القديس ديديموس الضرير * إن لم نخفِ أقوال الله في قلبنا مثلما نخفي جوهرة يأتي الشرير ويخطفها (مت19:13). القديس أثناسيوس الرسولي * طلب أولًا العون الإلهي لئلا تُخفي كلمات الله في قلبه بلا ثمر، حيث لا يتبعها أعمال البر. لهذا فإنه بعد قوله هذا أضاف: "مبارك أنت يا رب، علمني برك" [12]. لأنني أخفيت كلماتك في قلبي لكي لا أخطئ إليك يا من اعطيتني الناموس، هبني أيضًا بركة نعمتك، حتى بعمل ما هو مستقيم أتعلم ما أوصيت به... القديس أغسطينوس يقدم أنثيموس أسقف أورشليم ثلاثة أسباب لإخفاء كلام الله في القلب: [أ. إنه يخفي كلام الله في قلبه ذاك الذي يحذر من الخطأ؛ ليس فقط في العمل الظاهر وإنما أيضًا في الفكر الخفي. مثل هذا يجتنب ليس فقط الفسق وإنما انحراف شهوته وميلها الخفي... ب. وأيضًا الذي يخفي في قلبه أسرار الإيمان ولا يبيح بها للكفار، عاملًا بقوله: "لا تطرحوا درركم أمام الخنازير". ج. كذلك من يخفي أقوال الله في قلبه لئلا تخطفها طيور السماء، أعني بها الشياطين الساقطين من السماء، فلا تسلبها إياها بواسطة الشك والكبرياء أو بفكر شرير...] يخفي المؤمن وصية الله - كنزه الثمين - في قلبه، أثمن ما في حياته، مركز الحب والحياة، وموضع الأمان، فلا يقدر العدو أن يسطو عليه ليغتصبها منه. نخبىء وصية الله، فلا تقدر خطية ما أن تختفي في القلب أو تتسلل إليه، إذ لا يمكن للظلمة أن تجد لها موضعًا حيث يوجد النور. ولعل المرتل أخفي الوصية في قلبه كي يتأملها وينشغل بها فتهضمها معدته الروحية. فكما أن الطعام الذي لا يُهضم لا يفيد الجسم بشيء هكذا من يسمع الوصية ولا يتأملها وينشغل بها لا تنتفع بها نفسه. |
|