رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يظنّ معظم المتديّنين في العالم أنّهم سيحصلون على رضا إلههم إذا قاموا ببناء دور العبادة، والتي يكون الهدف منها تقديم الصلاة والسجود له، والتقرّب منه. ولكن ممّا لا شك فيه أنّ كثرة هذه الأماكن تمنح الناس صورة التديّن، إلّا أنّ ارتفاع منسوب التديّن عند البعض يزيدهم تعصّبًا تجاه الآخرين الذين هم من فئة أخرى أو دين آخر، ممّا يجعل فرضيّة وقوع المشاكل تزداد بشكل أسرع، وكأنّ هدف هذه الأماكن هي التقليل من شأن الإنسان ليحوّل أنظاره عن الله، ويلتهي بأمور ماديّة . بل أكثر من ذلك، فقد أصبح الإنسان في سباق مع الآخرين لتشييد وتجميل أفضل الأبنية المتعلّقة بتلك الأماكن، وكأنّه يحاول أنْ يعلنَ عن جمال إلهه وعظمته من خلال الحجر، بدلًا من الاهتمام بالبشر. إنّ الاهتمام بتلك الأماكن قلّل من قيمة الإنسان، ليصبح الاهتمام يركّز على الأبنية التي نظنّ أنّنا من خلالها نستطيع التواصل مع الله والحصول على الغفران والتبرير، بحيث أصبحت أعداد دور العبادة أكثر من أعداد المصلّين، كبعض الدول التي تسابقت مع التاريخ في تشييد أعظم المباني والكنائس، وسرعان ما أصبحت تلك الكنائس مواقع أثريّة ، أو مطاعم تراثيّة كما يحصل حاليًّا في معظم الدول الأوروبيّة. المسيح يسوع لم يأتِ إلى العالم ليبني أماكن عبادة، أو حتّى لإنشاء دين، بل جاء ليكون لنا حياة ويكون لنا أفضل، أي أنْ يعيدَنا إلى الحياة الروحيّة التي انقطعت مع الله بعد سقوط الإنسان، وليرفع من قيمتنا بعدما تمرّغنا في طين الخطيّة، بفضل نعمته التي رأيناها على الصليب والغفران الذي لا يمكن الحصول عليه من خلال دور العبادة، بل من خلال الإيمان بعطيّة الله المقدّمة لنا بالمجّان. "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." (يوحنا 10: |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عندما تكثر الضيقات والمشاكل |
قيمة الانسان المسيحي |
عندما تكثر مشاكلك وهمومك |
فعلا احيانآ الام عندما تكبر لأتجد شيآ |
قيمة الانسان فى... |