رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فلمَّا حانَ وَقتُ الثَّمَر، أَرسَلَ خَدمَه إلى الكَرَّامينَ، لِيَأخُذوا ثَمَرَه" تشير عبارة "فلمَّا حانَ وَقتُ الثَّمَر" إلى وقت معيَّن في كل سنة لقَطْف ثِمَار الكَرْم، إذ هناك اتفاق سابق بين صاحب الكَرْم والكَرَّامينَ الذين يتوجب عليهم أن يؤدُّوا الثَمَر في حينه. كذلك لله حقٌ أن يسأل شعبه ثِمَار الشُّكر والطَّاعة والعِبادة والمحبَّة في كل حين، كما أشار يسوع في مَثَل التِّينة التي لا تُثمر " فقالَ لِلكَرَّام: ((ِإنِّي آتي مُنذُ ثَلاثِ سَنَواتٍ إلى التِّينَةِ هذه أَطُلبُ ثَمَراً علَيها فلا أَجِد، فَاقطَعْها! لِماذا تُعَطِّلُ الأَرض؟" (لوقا 13: 7). أمَّا عبارة " أَرسَلَ خَدمَه إلى الكَرَّامينَ " فتشير إلى الكَرَّامينَ الذين امتنعوا عن تزويد رَبُّ البَيْت بأيِّ خبرٍ عن الكَرْم، لهذا أرسل لهم رَبُّ البَيْت رُسُلاً من قِبْله كي يأتوه بالثِّمار؛ وهم يمثلون الأنبياء الذين أرسلهم تباعاً لكي يُبقي العلاقة بينه وبينهم، ويعلق القدّيس ايرينيوس اللِّيونيّ " أرسل لهم الأنبياء قبل سبي بابل وأكثر منهم من بعد السبي لكي يطالبهم بالثِّمَار"(ضد الهرطقات، الفصل 4). أمَّا عبارة " خَدمَه " فتشير إلى أنبياء العهد القديم الذين انتهوا في يوحنا المعمدان حيث أرسلهم الله لإحياء الإيمان في وعوده لمجيء المسيح المُخلص؛ وانتظروا كلهم أن يجدوا ثَمر التَّوبة والبِّر، كما جاء في عظة يوحنا المعمدان "فأَثمِروا إِذاً ثَمَراً يَدُلُّ على تَوبَتِكم"(لوقا 3: 8). أمَّا عبارة "لِيَأخُذوا ثَمَرَه " فتشير إلى تأدية حساب ثَمَر الكَرْم، وإنجيل مرقس يركز على جزء منه فقط الذي هو نصيبه: " لَمَّا حانَ وقتُ الثَّمَر، أَرسلَ خادِماً إلى الكَرَّامين، لِيأخُذَ مِنهُم نَصيبَه مِن ثَمَرِ الكَرْم" (مرقس 12: 2)، وهكذا تظهر الأمانة للعهد (متى 21: 41-43). فلم يسأل الله النَّاس أكثر مما يحق له أن يطلبه فيطلب ثِمَار البِّر على قدر ما يُعطيهم من النِّعم وفرص التوبة والبَركات الرُّوحية. هل نسمح لرُسل الرَّبّ أن يحصلوا منا على ثِمَار كَرْمه؟ |
|