33 "إِسمَعوا مثلاً آخَر: غَرَس رَبُّ بيت كَرْماً فسيّجه،
وحفَرَ فيه مَعصَرَةً وبَنى بُرجاً، وآجَرَه بَعضَ الكرَّامين ثُمَّ سافَر".
"البُرج" فتشير إلى مظلة من الخشب على منصة عالية للحارس، وقد تكون مبنيَّة من حجارة وتدعى في فلسطين "قصر"، وهي بمثابة عِليّة داخل الكروم أو البساتين لأجل الراحة أو لتكون ملجأ للناطور أو (الحارس) (2 مكابيين 26: 10) يأوي إليها إذا هطلت الأمطار، وتستخدم لمراقبة الكَرْم وإبعاد عابري السَّبيل عنه وحماية العِنَب في مواسمها، وكان النَّاس يقضون أشهر الصَّيف فيها. وكان علو هذه الأبراج أحياناً ثمانية عشر مترا وعرضها ثلاثة أمتار. والبُرج هنا يرمز إلى الهيكل الذي كان يصون الشَّعب، كما يصون البُرج الكَرْم، ويعلق القدّيس ايرينيوس اللِّيونيّ " بنى فيه بُرجا أي إنّه اختار أورشليم؛ وحفر فيه مَعْصَرَة أي إنّه حضّر أولئك الّذين سينالون روحًا نبويّة "(ضد الهرطقات، الفصل 4). وكل هذه الإجراءات هي أجزاء ضرورية في المَثَل تُظهر عناية صاحب الكَرْم الشَّديدة ومحبَّته لكَرْمه.