رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طاعة بالمسيح "طريقنا الملوكي" "طوباهم الذين بلا عيب في الطريق" [1]. إن كان واضع هذا المزمور هو داود النبي أو غيره من رجال الله القديسين، فهل كان يشعر باستحقاقه للتطويب الإلهي بكونه بلا عيب في الطريق؟ ليس من أحد - في العهد القديم أو العهد الجديد - بلا خطية أو بلا عيب إلا السيد المسيح، حمل الله الذي بلا عيب (1 بط 19:1)... لهذا يمكننا القول بأن من أراد أن يتمتع بالتطويب لزمه أن يحمل سمات سيده القدوس، أي أن يصير مقدسًا بالتصاقه بالرب، الذي وحده يقول: "أنتم طاهرون" (يو 10:13)، لأن دمه يطهر من كل دنس (1 يو 7:1)، هو كفارة عن خطايانا (1 يو 2:2). التطويب ليس سعادة أو فرحًا مجردًا، وإنما هو تمتع بالشركة مع الله، فيه يشعر الإنسان المؤمن بأن الله هو بره وفرحه وسعادته، يرى في داخله قانون الله أو وصيته هي قانونه الطبيعي، فتطابق حياته مشيئة الله، وتفيض أعماقة بالقداسة كنبعٍ طبيعي! هذا هو سرّ تهليل النفس المتحدة بالله خلال السيد المسيح الكلمة الإلهي بالروح القدس! بينما يئن العالم في بؤس إذ يشعر بالاحتىاج وعدم الشبع، إذ بشعب الله الحقيقي يفرح ويتهلل متنعمًا بعربون الحياة المطوّبة السماوية. بقوله "الذين بلا عيب في الطريق" [1]، يقصد حفظ طريق الوصية الإلهية، بالمعنى الإيجابي والسلبي معًا. فالإنسان المطوّب هو ذاك الذي يتمم الوصية بعمل الخير والامتناع عن الشر. يقول ربنا يسوع المسيح: "أنا هو الطريق" يو 6:14؛ فيه نبلغ طريق الملك (عد 17:20)، الطريق الواحد (غلا 14:5)، وهو طريق حي (عب 19:10)، طريق المحبة (1كو 31:12)، والقداسة (إش 8:35)، والبرّ (2بط 21:2)، والحياة (مت 14:7) والحق (2بط 2:2)، والخلاص (أع 17:16)، والكمال (مت 48:4؛ 21:19). |
|