رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الـــروح القـــدس وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدْكُمْ إلَى جَمِيعِ الْحَقِّ ( يوحنا 16: 13 ) يعتقد الكثيرون أن الروح القدس مجرد قوة روحية أو حتى تأثيرات. لكن الأمر ليس كذلك، لأن الروح القدس هو أقنوم إلهي. فإذا قلنا إن الروح القدس مجرد قوة تعمل فيَّ، فهذا معناه أنني ـ أنا الذي ـ أقوم برسم الخطط مستفيدًا من القوة العاملة فيَّ. أما والحقيقة أن الروح القدس هو أقنوم إلهي، وهو ساكن فيَّ، فهذا معناه أنه ليس عليَّ أن أقوم برسم خطة أو تصوُّر معيَّن، بل أجعل نفسي تحت مُطلق استخدامه. فلست أنا العامل إذًا ولكنني مجرَّد أداة يستخدمها الروح القدس كيفما يريد. أ فليس هناك اختلاف هائل بين أن يكون شخص مثلي يريد أن يستحوذ على الله ليتمم أغرضه الشخصية، وبين أن يكون الله الكُلي القدرة متنازلاً بنعمته إليَّ، وهو يريد أن يستخدمني لتتميم إرادته؟ فالفكرة الأولى وثنية محضة وتقود إلى تعظيم الإنسان وإظهار الإرادة الذاتية في نشاطها، وهذا ما يفعله الوثنيون دائمًا بأصنامهم. أما الفكرة الثانية فتقود، ليس إلى التواضع والاستناد على الله فحسبْ، بل أيضًا إلى الثقة الكاملة بأننا نسير في طرق الله بحسب خطته هو، ونتمتع برضاه. وهل هناك شيء يجعل القلب سعيدًا، مثل هذا الشعور؟ بل ويمنح القوة فيجعلنا راسخين مهما وقفت ضدنا المصاعب والمقاومات. وكلمة الله تعلِّمنا عن الروح القدس، الآتي: ـ أن فيه القوة والمحبة ( رو 15: 13 ، 30) ـ وله الذهن، وهو يشفع في المؤمنين ( رو 8: 26 ، 27). ـ إنه يفحص، ويعرف، ويعلِّم، ويدين ( 1كو 2: 10 ، 11) ـ وله إرادة مُطلقة ( 1كو 12: 11 ) ـ ويسكن في الفرد المؤمن ( 1كو 6: 19 )، وفي الكنيسة ( أف 2: 22 ). والرب يسوع يتحدث عن الروح القدس كشخص فيستخدم الضمير المذكر عندما يُشير إليه: «يكون معكم إلى الأبد»، «لا يراه العالم»، «يعلِّمكم كل شيء» ( يوحنا 14: 16 ، 17، 26). والكتاب المقدس يقول في أعمال 5: 3، 4 إن الروح القدس هو الله. وفي أكثر من موضع يُذكَر في الوقت نفسه مع الآب والابن ( مت 28: 19 ؛ 1كو12: 4- 6؛ 2كو13: 14؛ أف4: 4، 6). حقًا إن الروح القدس هو شخص، إنه أقنوم إلهي، إنه الله الروح القدس. |