7، 8. الكلمة والأقوال:
في العبرية يوجد تمييز واضح بين الاصطلاحين (dabar وimrah).
جاءت "الكلمة" 24 مرة في المزمور،
في كل الاستيخونات ماعدا ثلاث؛ و"الأقوال"
19 مرة، في كل الاستيخونات ماعدا أربع.
يدعى الكتاب المقدس كلمة الله أو أقواله،
تصدر عن فمه، ويعلنها لنا.
والكلمة تعني إعلان الله عن فكره؛
والسيد المسيح هو الكلمة السرمدي الواحد مع الله
في جوهره ومساوٍ له، هو عقله الناطق أو نطقه العاقل.
شتان ما بين كلمة الله وكلمة الإنسان،
فالله كلمته ليست خارجة ومنفصلة عنه،
أما كلمة الإنسان وأقواله فتخرج عنه وتتلاشى.
يقول القديس إكليمنضس الإسكندري:
[يقول كلمة الله: "أنا هو الحق" يو 6:14.
إذن الكلمة يتأملها العقل .]
* الابن، بكونه الكلمة، يعلن عن أرادة أبيه...
الكلمات المنطوق بها (كحرفٍ) ليس لها فاعلية
مباشرة في ذاتها، إنما كلمة الله وحدها التي ليست
بمنطوق بها ولها مفهوم داخلي، كما يدعونها،
تعمل بفاعلية، وهي حيّة ولها قوة الإبراء.
"لأن كلمة الله حيَّة وفعّالة وأمضى من كل سيف
ذي حدين وخارقة إلي مفرق النفس والروح
والمفاصل والمِخاخ" عب 12:4...
لا تطلب إذن مقارنته بالكلمة الخارجة من الفم.
* يا للغباء، يتكلمون كمن لا يعرفون الفرق
بين الكلمة المنطوق بها والكلمة الإلهي، السرمدي،
المولود من الآب، أقول إنه مولود وليس فقط
منطوقًا به، الذي ليس فيه ربط لمقاطع بل كمال
اللاهوت الأزلي والحياة التي بلا نهاية.
* نعم، من ينظر إلي الابن يرى الآب في الصورة
(يو9:14 -10). لاحظ أية صورة يُقال عنها.
إنها الحق والبرّ وقوة الله؛ ليست خرساء،
لأنه الكلمة ليست جامدة لأنه الحكمة، ليست باطلة،
لأنه القوة...، ليست ميتة لأنه القيامة .
القديس أمبروسيوس