رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحق الإيماني لا يُهزم ظن جستنيان أنه يستطيع أن يسجن صوت الحق حين سجن البابا ثيؤدوسيوس ومعه ثلاثمائة أسقف متمسك بالإيمان الرسولي. وظن أنه يستطيع أن يتحدى الرب والإيمان الذي سلمه للآباء الرسل، وأنه يستطيع أن يغير هذا الإيمان حسب الأهواء الشريرة الشيطانية، وظن أنه يملك قوة لسحق الكنيسة القبطية، وأنه يستطيع أن يغلب الأقباط ويغير هويتهم الإيمانية ويجعلهم خلقيدونيين بالإرهاب والقوة. ولكن لينظر القارئ ماذا حدث في التاريخ تمسكت كنيستنا بالإيمان واستهانوا بالألم والدم في سبيل ذلك. أما القسطنطينية فقد تأرجحت بين الصراعات العقيدية والسياسية بينها وبين روما حتى انتهت المسيحية تماماً في القسطنطينية في القرن الخامس عشر (1453م) وصار اسمها إستانبول أو إسلام بول أي مدينة الإسلام. بعدما سجن جستنيان البابا ثيؤدوسيوس ورفض الأقباط أي بطريرك دخيل بإيمان خلقيدوني حاول تغيير الإيمان في مناطق أخرى في العالم. وفي هذا الوقت مات بطريرك القسطنطينية واختارت ثيؤدورا شخص اسمه أنثيموس كان قد تتلمذ على يد القديس ساويرس الأنطاكي في الفترة التي قضاها في القسطنطينية تحت رعاية ثيؤدورا، واستطاعت أن تجلسه على كرسي القسطنطينية وكان إيمانه أرثوذكسي رافضاً خلقيدونية وبدأ ينشر الإيمان المستقيم في القسطنطينية. وحدثت تحركات لجيش جستنيان لاستعادة سيطرته على روما وعلم ملك القوط ثيؤدانوس بهذا فأحضر بطريرك روما أغابيطوس وطلب منه أن يذهب إلى جستنيان يقنعه بأن يترك القوط يسيطرون على إيطاليا وهذه المنطقة. وبالفعل تحت ضغط ملك القوط ذهب أغابيطوس إلى القسطنطينية فاستقبله جستنيان بكل إكرام لأن روما كانت راعية الفكر الخلقيدوني وأراد جستنيان مساندة كرسي روما لمساعيه في نشر الخلقيدونية وأطلع بطريرك روما على مساعيه لوحدة الكنائس كلها تحت الإيمان الخلقيدوني، فرد عليه: "كيف هذا وأنت وافقت على جلوس بطريرك ضد خلقيدونية وهو أنثيموس؟". ولم يكن جستنيان يعلم هذا لأنها كانت خطة ثيؤدورا، فأشاع جستنيان عن أنثيموس أنه وصلت له شكاوى كثيرة عن خطايا أخلاقية وأن سيدات كثيرات اعترفن عليه، فأصدر قراراً بعزله سريعاً وسجنه. واختار شخص خلقيدوني اسمه ميناس وطلب من بطريرك روما أغابيطوس أن يضع اليد عليه ليجلسه على كرسي القسطنطينية واجتمع أغابيطوس مع أساقفة القسطنطينية، وأعطى بطريرك روما لقب بابا. وأسرعت ثيؤدورا ونقلت البابا ثيؤدوسيوس والآباء الأرثوذكس المسجونين إلى سجن خاص في إحدى قصورها ونقلت أيضاً أنثيموس البطريرك المعزول وأصبح تحت رعايتها هذا التجمع الأرثوذكسي الرافض لخلقيدونية. وحاول إفرايم بطريرك أنطاكية (528-546م) أن يقابل الحارث حاكم الغساسنة العرب الأرثوذكس والرافضين لخلقيدونية ليقنعه بوضع أسقف خلقيدوني على هذه المنطقة فرفض وأرسل إلى ثيؤدورا يطلعها على ما حدث فاختارت راهب أرثوذكسي قويم الإيمان وأرسلته إلى البابا ثيؤدوسيوس ليضع اليد عليه في السجن وأرسلته إلى الغساسنة. وحين علم جستنيان هذا تم التخلص من عائلة الحارث وابنه المنذر من بعده. وفي جنوب مصر في منطقة النوبة والسودان كان جستنيان يخطط أن يرسل أساقفة ورهبان إلى هذه المنطقة ليحول إيمانها إلى الخلقيدونية ويقطعها من جسد الكنيسة القبطية، وكان قد أعد هدايا وأموال إلى ملك النوبة والسودان ليوافق على وجود هذا الوفد الكنسي الخلقيدوني. ولكن أسرعت ثيؤدورا وأرسلت وفداً أخر أجلستهم مع البابا ثيؤدوسيوس في السجن فوضع اليد عليهم أساقفة وكهنة ورهبان لينشروا الإيمان الأرثوذكسي القبطي هناك، وأخرت تحرك وفد جستنيان حتى يصل الآباء الذين وضع اليد عليهم البابا ثيؤدوسيوس. وبالفعل حين ذهب الوفد الخلقيدوني وجد هناك أسقف وكهنة ورهبان على هذه المنطقة ورفضوا وجود الخلقيدونيين وسطهم. وهكذا كان الرب يعمل وسط نار الاضطهادات بكل قوة، وسيظل يعمل أيضاً للحفاظ على الإيمان القويم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بهذه المعجزات عينها يُهزم العدو (الشيطان) ويتقوى شعب الله |
الوعي الإيماني |
اختبارنا الإيماني يرتكز على شخص حيّ |
البناء الإيماني على الصخر |
يَحِيئيل اللاوي الهيماني |