رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ." قد نظنّ أنّ العالم الذي نعيش فيه دائمًا ما يطلب السلام، ولكنّ الحقيقة تؤكّد لنا، بأنّ قليلين الذين هم مستعدّون أن يصنعوه. إنّ الأشخاص الذين يأخذون على عاتقهم صنع السلام، هم أشخاص لم يتجنّبوا الصراع، بل انخرطوا في أعماقه بغية منهم لحلّ المشكلة وليس لافتعال الفتنة. فالسلام وصنعه في هذا العالم، لهما توجّهان حقيقيّان، أوّلًا نحو الله، وثانيًا نحو الإنسان، وهذا تحديدًا ما قام به الرب يسوع المسيح ، الذي جاء بسلامه إلى العالم، ليُصالحنا مع الله الآب، وتحمّل عقاب صنع هذا السلام، ليطفئ قوّة غضب الله على الجنس البشري. في تلك اللحظة، استطعنا بفضل هذه المصالحة أن نسعى لمصالحة أخونا الإنسان . وبما أنّنا حصلنا على السلام مع الله، أصبحنا نسعى لتحقيقه مع الآخرين. لا يمكن أن نصنع هذا السلام من تلقاء أنفسنا، أو بقوّتنا الذاتيّة، بل بتلك النعمة، التي ضمنت سلامنا مع الله وقادتنا إلى صنعه في قلوب الآخرين. إنّ سلام المسيح الذي وضعه في قلوبنا قاده لأنّ يسلّم نفسه لأجلنا على الصليب، ولكنّه قاده أيضًا ليتوَّج ملكًا على جميع الشعوب. ومن يتشبّهون برئيس السلام سيتحمّلون الآلام ، إلّا أنّهم في نهاية المطاف هم أبناء يدعون. |
|