رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأمانة في العهد: 19 ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا قَائِلَةً: 20 «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنْ نَقَضْتُمْ عَهْدِي مَعَ النَّهَارِ، وَعَهْدِي مَعَ اللَّيْلِ حَتَّى لاَ يَكُونَ نَهَارٌ وَلاَ لَيْلٌ فِي وَقْتِهِمَا، 21 فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضًا مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ، فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ خَادِمِيَّ. 22 كَمَا أَنَّ جُنْدَ السَّمَاوَاتِ لاَ يُعَدُّ، وَرَمْلَ الْبَحْرِ لاَ يُحْصَى، هكَذَا أُكَثِّرُ نَسْلَ دَاوُدَ عَبْدِي وَاللاَّوِيِّينَ خَادِمِيَّ». 23 ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا قَائِلَةً: 24 «أَمَا تَرَى مَا تَكَلَّمَ بِهِ هذَا الشَّعْبُ قَائِلًا: إِنَّ الْعَشِيرَتَيْنِ اللَّتَيْنِ اخْتَارَهُمَا الرَّبُّ قَدْ رَفَضَهُمَا. فَقَدِ احْتَقَرُوا شَعْبِي حَتَّى لاَ يَكُونُوا بَعْدُ أُمَّةً أَمَامَهُمْ. 25 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنْ كُنْتُ لَمْ أَجْعَلْ عَهْدِي مَعَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، فَرَائِضَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، 26 فَإِنِّي أَيْضًا أَرْفُضُ نَسْلَ يَعْقُوبَ وَدَاوُدَ عَبْدِي، فَلاَ آخُذُ مِنْ نَسْلِهِ حُكَّامًا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، لأَنِّي أَرُدُّ سَبْيَهُمْ وَأَرْحَمُهُمْ». في عدم إيمان اتهموا الله بنقض عهده مع إسرائيل ويهوذا، وذلك بسبب سقوطهم تحت السبي. ها هو يؤكد لهم خطأ تفكيرهم، موضحًا أنه لأمانته في عهده معهم سلمهم للسبي المؤقت، حتى يجتازون تحت عصا التأديب ويعبر بهم إليه. إنه لن يتخلى عنهم! لكي يُعطي الله لشعبه ثقة في أمانته في عهده معهم أكد لهم أنه إن أمكن نقض عهد النهار والليل (تك 1: 4-5، 16؛ مز 116: 8) يُلغي عهد الرب مع داود. الله الذي وضع قوانين الطبيعة واهتم بها كمن صنع عهدًا معها لا يقدر إنسان أن ينقضه، هو الذي يقيم عهدًا مع كنيسته. وكما لا يُمكن فعلًا أن تُعد النجوم ولا رمل البحار، هكذا يكثر الرب ذرية داود واللاويين خدامه. "ثم صارت كلمة الرب إلى إرميا قائلة: هكذا قال الرب: إن نقضتم عهدي مع النهار وعهدي مع الليل حتى لا يكون نهار ولا ليل في وقتهما، فإن عهدي أيضًا مع داود عبدي يُنقض، فلا يكون له ابن مالكًا على كرسيه، ومع اللاويين الكهنة خادميَّ. كما أن جند السموات لا يُعد ورمل البحر لا يُحصى هكذا أُكثر نسل داود عبدي واللاويين خادميَّ. ثم صارت كلمة الرب إلى إرميا قائلة: أما ترى ما تكلم به هذا الشعب قائلًا إن العشيرتين اللتين اختارهما الرب قد رفضهما، فقد احتقروا شعبي حتى لا يكونوا بعد أمة أمامهم. هكذا قال الرب: إن كنت لم أجعل عهدي مع النهار والليل فرائض السموات والأرض، فإني أيضًا أرفض نسل يعقوب وداود عبدي فلا آخذ من نسله حكامًا لنسل إبراهيم وإسحق ويعقوب لأني أرد سبيهم وأرحمهم" [19-26]. إذ يسقط الإنسان تحت التأديب يظن أن الله قد نسيه أو قد نقض عهده معه. هذه هي إحساسات الشعب بعد السبي إذ اتهموا الله بنقض عهده معهم ورفضه لمن سبق أن اختارهم. لم يدركوا أنهم يجتازون تحت عصا التأديب، وأن هذا يتحقق خلال حبه ورعايته وليس تخليه عنهم بالكلية. فَرَح شامِل إذ يتحدث في هذا الأصحاح عن أورشليم كأنشودة فرح يؤكد الإصلاح الشامل الذي يمس حياة المدينة فتصير حصينة بالرب.وشعبها الذي يقدم الرب نفسه لها طبيبًا ودواءً وخلاصًا من الخطية وعريسًا دائمًا. والحقول بمراعيها، فيتقدم إليها بكونه الراعي الصالح الذي لا يفلت حمل واحد من رعايته. والقصر الملكي حيث يجلس داود على العرش أبديًا ويصبغ مملكته ببره الإلهي. والهيكل والخدام حيث تُقدم خدمة أبدية غير متقطعة... أخيرًا يؤكد الله أمانته في تحقيق مواعيده وعهده مع شعبه. ما أعذب مواعيد الله الذي يتطلع إلى شعبٍ مسبيّ مُهَمل بلا مدينة، خارج أرض الموعد، بلا راعٍ أو ملكٍ وبلا كهنوتٍ ولا هيكلٍ ولا ذبيبحةٍ... فيعطيهم أكثر مما يسألون وفوق ما يطلبون. يعطيهم ليس حسب استحقاقهم، إنما حسب غنى عظمته وفيض نعمته المجانية الفائقة. إنها صورة مبهجة تتمتع بها النفس التي تتحد بالسيد المسيح مخلصها فتجد فيه كل كفايتها، تتحول إلى مدينةٍ حصينةٍ، وحقلٍ مثمرٍ، ومرعى خصب، وقصرٍ ملوكيٍ مجيدٍ، وعرشٍ يحمل روح الغلبة، ومملكة برٍ، وهيكل إلهي مقدسٍ... تحمل سمات عريسها فيها، فلا يقدر أحد أن ينزع فرحها منها. |
|