رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اِفْتَحُوا لِي أَبْوَابَ الْبِرِّ. أَدْخُلْ فِيهَا، وَأَحْمَدِ الرَّبَّ [19]. لم يكن يُسمح للاشتراك في موكب العيد سوى لأتقياء الرب الذين يدخلون من أبواب البرّ. "ارفعن أيتها الأرتاج رؤوسكن، وارتفعن أيتها الأبواب الدهريات، فيدخل ملك المجد" (مز 24: 7). * يتجاسر بعضكم فيفسر النبوة التي تقول: "ارتفعي أيتها الأبواب، وأنتم أيها الرؤساء، ارتفعن أيتها الأبواب الدهريات ليدخل ملك المجد" (مز 24: 7). البعض يفسرها أنها تنطبق على حزقيا، وآخرون منكم أنها تعني سليمان. لكنها لا تخص الأخير ولا الأول، ولا أحد الملوك الآخرين. فإن كانت تشير إلى ملكٍ، فهي تشير إلى مسيحنا وحده. هذا الذي ظهر بلا جمالٍ ولا مجدٍ كقول إشعياء وداود، والكتاب المقدس كله. إنه هو رب الجنود، الذي بإرادة الله (الآب) أسبغ عليه الكرامة، وقام أيضًا من الأموات وصعد إلى السماوات. وكما أعلن المزمور والكتاب المقدس أنه رب الجنود، ومن ثم يسهل عليكم أن تقتنعوا بالأحداث الماثلة أمام أعينكم . * الفضائل العامة والجامعة هي أربع: البرّ (العدل) والفطنة والرجولة (النضوج) والعفة. هذه الأربع لها أبواب للدخول فيها، وهي الأعمال الصالحة الجزئية. هذه الأبواب، تُفتح لمن يقبل بنشاط تأديب الرب، والمهتم بخلاص نفسه. وتُغلق لمن لا يقبل تأديب الرب وللشرير. وكما أن أبواب السوء التي هي المعاصي مفتوحة لمن يُريد الراحة الزمنية ولا يهتم بخلاص نفسه، ومغلقة بالنسبة للأبرار، فأبواب الفضائل تفتح أبواب السماوات لمن يقرع عليها. أما أبواب الرذائل فتفتح لمتبعيها أبواب الجحيم. الأب أنسيمُس الأورشليمي * إذ يصعد ربنا إلى الآب في نصرةٍ، يصدر أوامره للملائكة، قائلًا: "افتحوا لي أبواب البرّ، أدخل فيها وأحمد الرب" (مز 118: 19). هذه الأبواب التي يتحدث عنها الملائكة في المزمور الثالث والعشرين (24): "ارفعن أيتها الأرتاج رؤوسكن، وارتفعن أيتها الأبواب الدهريات، فيدخل ملك المجد" (مز 24: 7، 9). يليق بالأبواب أن تؤمر بأن ترفع مداخلها وذلك حسب تدبير وسرّ الجسد، وفي توافقِ مع نصرة الصليب. إنه يعود فيدخل إلى السماء بأكثر قوة (حيث يدخل بكنيسته معه) عما كان عليه عند نزوله إلى الأرض. القديس جيروم * يقف المسيح بباب نفوسنا. اسمعوه يقول: "هأنذا واقف علي الباب أقرع، فإن فتح أحد لي، أدخل إليه، وأتعشَّ معه وهو معي" (رؤ 3: 20). وتقول الكنيسة متحدثة عنه: "صوتُ أخي يطرق الباب". يقف، لكن ليس وحده، إذ يُحضر أمامه الملائكة قائلين: "ارتفعي أيتها الأبواب، وأيها القوات". أية أبواب، تلك التي يترنم بها المرتل، وفي موضع آخر أيضًا: "افتحي لي يا أبواب البرّ" (مز 118: 19). إذن افتحوا أبوابكم للمسيح، ليدخل إليكم. افتحوا أبواب البرّ، أبواب العفة، أبواب الجرأة والحكمة. آمنوا برسالة الملائكة، "ارتفعي أيتها الأبواب الدهرية، ليدخل ملك المجد، رب الصباؤوت". بابكم هو الاعتراف الجهوري عاليًا بصوتٍ مؤمنٍ: إنه باب الرب، الذي يشتاق الرسول أن ينفتح له، إذ يقول: "حتى يفتح لي (الرب) بابًا للكلام لأعلن (أجاهر) بسرّ المسيح" (كو 4: 3). فلينفتح إذن بابكم للمسيح. لا تفتحوه فقط، بل ارفعوه إن كان فعلًا بابًا دهريًا، وغير محكوم عليه بالهلاك، إذ هو مكتوب: "ارتفعي أيتها الأبواب الدهريات". لقد ارتفعت قائمة باب إشعياء النبي، حينما لمس الساروف شفتيه، ورأى إشعياء رب الصاباؤوت (إش 6) . القديس أمبروسيوس * تُفتح أبواب (البرَّ) للذين تأدبوا، للذين نزعوا خطاياهم. الإنسان الذي يؤدب يمكنه أن يقول بثقة: "افتحوا لي أبواب البرّ". تُفهم العبارة بالتأويل الرمزي، إنها أبواب السماء التي أُغلقت بالنسبة للأشرار، والتي يلزمكم أن تقرعوا عليها بالفضيلة والصدق والبرّ. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|