رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بطولات الشعب القبطي والبابا ثيؤدوسيوس في الحفاظ على الإيمان يقول القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة والشهيد (258م): "ماذا ينجم عن وجود ذئاب متوحشة بصدر المسيحية وهم هراطقة والمنفصلون عن الكنيسة تحت اسم المسيح؟ وماذا تؤدي إليه شراسة كلام وسم حيات مميتة وقسوة فتاكة يستعرضها متوحشون في الكنيسة؟ إنه يجب علينا أن نهنئ أنفسنا عندما نعزل أمثال هؤلاء الناس عن عضوية الكنيسة حتى لا يكونوا عوامل فساد للحملان والحمام في كنيسة اللـه بصدورهم المملؤة سماً وحقداً". وما قاله الشهيد كبريانوس حقيقة فإن الهراطقة وأتباعهم شرسين جداً ويعمل فيهم الشيطان بكل قوة فما حدث للقديس البابا ثيؤدوسيوس من جستنيان أقسى صور الشر والخبث. فبعدما استدعاه إلى القسطنطينية استقبله بحفاوة شديدة واستقبلته معه زوجته الأرثوذكسية ثيؤدورا، وأقام له احتفالاً كبيراً لاستقباله هو ورجال القصر. ثم بعد ذلك عرض عليه نفس العرض القديم إنه يعطيه سلطان على كل كنائس أفريقيا بجانب مصر إذا وافق على إيمان خلقيدونية وإقامة وحدة مع الكنائس الخلقيدونية. وكان رد البابا عليه: "لا حياة، ولا موت، ولا سلطان، ولا عري، ولا جوع، ولا سيف، ولا قوة ما على الأرض تستطيع أن تجعلني أتنازل عن نقطة أو حرف من الإيمان الذي تسلمته من آبائي معلمين الكنيسة القديسين وأنا اؤتمنت على الحفاظ على هذا التسليم كي أسلمها إلى رعية المسيح هذا التسليم الإيماني من مارمرقس حتى اليوم الذي أقامني شماساً بيد البابا تيموثاوس على كنيسة الإسكندرية ثم أقامني بابا للكرسي المرقسي، والإيمان الذي تسلمته لا يمكن أن نفرط فيه". وظل يعرض عليه بطرق مختلفة ست مرات فيها وعيد وتهديد وصراخ وعنف، ولما وجد إنه لا يمكن لهذا البطل أن يتنازل بأي صورة حكم عليه أن يُسجن في القسطنطينية ولا يعود إلى مصر طالما محافظاً على إيمانه، وسيظل ثمانية وعشرون عاماً مسجوناً حتى يتنيح في هذا السجن. وطلب من بطريرك القسطنطينية أن يضع اليد على بولس التنيسي ليكون بطريركاً على كرسي مارمرقس بديلاً عن البابا ثيؤدوسيوس، ودخل الإسكندرية ومعه كتيبة من الجيش. وعرف الأقباط ما حدث للبابا ومع دخول بولس التنيسي الدخيل قامت مظاهرات في الشوارع وهتفوا "يسقط الخائن يسقط يهوذا الدخيل". واشتعلت الشوارع بثورة الأقباط في كل مصر وقاطع شعب الإسكندرية بولس الدخيل ولم يصل معه أحد إلا الخلقيدونيين. وشعر بولس بأنه مرفوض فأرسل إلى جستنيان رسالة قال فيها: "الأقباط يعاملونني كأنني أجرب" وطلب من الإمبراطور أن ينقذه مما يلاقيه من المصريين ويخضعهم بأي ثمن". وبعد رسالة بولس التنيسي ثار جستنيان وقرر غلق كنائس الأقباط في الإسكندرية أو خضوعها للبطريرك الخلقيدوني ونفي كل أساقفة مصر. فاجتمع الكهنة مع الشعب وبنوا كنيسة جديدة لهم باسم "البشيرين الأربعة" وأخرى باسم "قزمان ودميان" ولكن قرر جستنيان أن يستولى عليهما والي الإسكندرية ويعطيهما إلى البطريرك الدخيل أيضاً. وكانت الإمبراطورة ترعى البابا في سجنه مع باقي الأساقفة المسجونين معه من مصر وأنطاكية والقسطنطينية الذين لم يوافقوا على إيمان خلقيدونية ووقفوا في وجه جستنيان. وكانت ثيؤدورا تأخذ رسائل من البابا ثيؤدوسيوس وتوصلها إلى الشعب القبطي يثبتهم على الإيمان ويوصيهم بألا يتهاونوا في الإيمان الذي دفع فيه الآباء دمائهم والذي نُفي من أجله البابا أثناسيوس وديسقوروس وهو أيضاً مثلهم وعاشوا مضطهدين وبعيدين عن كرسيهم وشعبهم لأجل الإيمان". وكان الشعب والآباء متمسكون بالإيمان الأرثوذكسي وبالبابا ثيؤدوسيوس الذي صار رمزاً للصمود القبطي، حتى أن الشعب القبطي أطلقوا عليه في بعض كتب التاريخ الغربي "الثيؤدوسيسيين". ولم يكن البابا فقط هو البطل الوحيد ولكن كان كل الأقباط أيضاً أبطال في الحفاظ على الإيمان. لإلهنا كل مجد وكرامة إلى الأبد آمين |
|