الرقم 100 التكريس والحب الكثير:
لقد آمن نيقوديموس بالمسيح، لكن ظل إيمانه فترة من الزمن في الخفاء لسبب الخوف من اليهود، لكن فجأة تفجرت فيه نيران المحبة للمخلِّص الذي كان وقتها يقاسي آلام الصليب، فذهب مع يوسف الرامي وهو تلميذ أيضًا ليسوع الذي كان قد طلب من بيلاطس الوالي جسد يسوع فأَذِن له بدفنه: «وجاء أيضًا نيقوديموس... وهو حامل مزيج مُر وعود نحو 100 مَنًا (المنا=500جرام تقريبًا)» (يوحنا19: 39). وبكل الحب «أخذا جسد يسوع ولفَّاه بالأكفان مع الأطياب»، ووضعاه في قبر جديد. لكن ليلاحظ القارئ العزيز أن نيقوديموس اشترى 100 منا من الطيب، فإذا كان الطيب الذي سكبته مريم على رأس يسوع وهو منًا واحد (أي رطل واحد) يساوي أكثر من 300 دينار، فإن الـ100 مَنًا طيب التي كفَّن بها نيقوديموس المسيح ربما لا يقل ثمنها أيضًا عن 30 ألف دينار (المبلغ = حوالي 1.5مليون جنيهًا مصريًا). هكذا كان المسيح غاليًا ومُقدَّرًا في أعينهم... فهل المسيح غالٍ في نظرك؟ وكم يساوي المسيح في تقديرك؟! هل 300 دينار كمريم؟ أم 30 ألفًا كنيقوديموس؟ أم لا يساوي أكثر من30 من الفضة، المبلغ الذي باع به يهوذا الخائن سيده؟! أرجو أن تُقدِّر المسيح التقدير الصحيح، بل ومع بولس الرسول تصيح قائلاً: «ما كان لي ربحًا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة... لكي أربح المسيح وأُوجد فيه».