هل نعرف أن اسم زكريا اسم عبري معناه “الرب يذكر”، وأليصابات معناه “قَسَم الله”، ويوحنا “نعمة الله ورحمته”، والدرس واضح: فالرب يذكر عهده ووعده وهو في الوقت المُعَيَّن يُظهر نعمته ورحمته. ألا يشجعنا هذا؟!
لكن كيف كان رد فعل زكريا؟ أولاً اضطرب وخاف لرؤية الملاك، فطمأنه بكلام مشجع، وحدَّثه عن صبي له من السمات ما يجعله متميزًا عن جميع الصبيان؛ فمَنْ مِنْ البشر المولودين بالخطية «من بطن أمه يمتلئ من الروح القدس»؟ لا شك أننا أمام حالة خاصة تتفق ومأمورية يوحنا الخاصة: أن يعد الطريق أمام المسيح. كان ينبغي لزكريا أن يقبل هذه الكلمات كما فعلت المطوبة مريم بعده رغم صعوبة الأمر جدًا بالنسبة لها (لوقا1: 38)، لكنه أثار المشكلة التي يثيرها الضعف البشري عندما توزن الأمور بموازين العقل البشري: «كيف أعلم هذا لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها». ولكن متى كانت قدرة الله متوقفة على حدود الذهن الإنساني القاصر؟! إن كلمة “كيف؟” لا توجد في قاموس الله، وينبغي أن تُرفَع من قاموس الإيمان. ألم يحدث هذا سابقًا مع إبراهيم وسارة؟ ثم تكرر مع حَنة أم صموئيل؟ وبعدها مع الشونمية؟