![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أُوفِي نُذُورِي لِلرَّبِّ، مُقَابِلَ كُلِّ شَعْبِهِ [14]. اعتاد البعض أن ينذروا للرب نذورًا عندما يكونون في ضيقة. كانت النذور إما تقديم عطايا مالية أو ذبائح. وكان عند تقديم الذبائح يأخذ مقدم النذر جزءً من الذبيحة ويقيم وليمة يدعو إليها الأرامل والأيتام والفقراء ليشتركوا مع الأسرة في فرحهم بالله الذي يرعى شعبه، خاصة وسط الضيق. وكانت تسابيح الشكر لله أمر جوهري في مثل هذه الولائم. هنا يقدم المرتل النذور أمام كل الشعب لا حبًا في الظهور أو نوال مديح من أحدٍ، وإنما لبث روح الشكر لله والثقة فيه. ما هو نذرنا للرب، سوى التزامنا أن نسلك بما يليق بنا كأولاد له، وهبنا التبني، وأعطانا روحه القدوس، فنسلك حسب الروح لا الجسد. * الصلاة هي التي تقدم شيئًا كنذرٍ لله، ويسميها اليونانيون "نذرًا". فما جاء "أوفي نذوري للرب"، يُترجم عن اليونانية "أوفي صلواتي للرب"، كذلك نجد في سفر يشوع بن سيراخ: "إذا نذرت للرب نذرًا، فلا تؤخره أيضًا" (3:5)، وأيضًا في (تث 21:23) و (جا 4:5، 5) جاء في اليونانية بمعنى "إذا صلّيت صلاة للرب، فلا تتأخر في إيفائها"... ويكون إيفاء الصلاة هكذا: بزهدنا هذا العالم، وإماتتنا عن كل الأفعال العالمية... واعدين بأن نخدم الرب بنية صادقة من القلب. ونحن ننفذ الصلاة عندما نَعِد باحتقار الكرامة الأرضية، وازدرائنا بالغنى الزمني، ملتصقين بالرب في حزن قلبي وانسحاق روحي. ونصلّي عندما نَعِد بأن نعضد على الدوام نقاوة الجسد العُظمى والصبر الثابت، وعندما ننذر بأن نقتلع من قلوبنا جذور الغضب تمامًا، وأصل الحزن الذي يعمل للموت. أما إذا ضعفنا بالكسل وعُدنا إلى خطايانا القديمة، فإننا نكون قد فشلنا في إيفاء الصلاة، وبهذا نخطئ بصلواتنا ونذورنا، وتنطبق علينا هذه الكلمات: "إنه من الأفضل ألا ننذر عن أن ننذر ولا نفي"، والتي تطابقها في اليونانية أنه من الأفضل ألا نصلّي عن أن نصلّي ولا نفي . الأب إسحق |
![]() |
|