رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
واجه إرميا النبي مشكلتين: 1 - من جهة مملكة يهوذا ككل تلخصت مشكلته معهم في أمرين: - أولًا: بدأ إرميا خدمته في السنة الـ13 لملك يوشيا (626 ق.م.) أي بعد حوالي خمس سنوات من حركة الإصلاح الدينية العظيمة الواردة في (2 مل 23) بالرغم من مقاومة الملك للوثنية بكل طاقاته لكن تيار الفساد كان متغلغلًا في النفوس، لم يهتم الرؤساء المدنيون والدينيون والشعب أيضًا بإصلاح قلوبهم مكتفين بترميم الهيكل وممارسة العبادة في شكليات بلا روح ممتزجة بالرجاسات الوثنية، نادَى النبي بالإصلاح القلبي. ثانيا : كان الحكام والشعب في صراع بين التحالف مع فرعون مصر أم مع بابل، فالغالبية لا تطيق بابل وتتوقع هجومها بين الحين والأخر مما دفعهم للارتماء في أحضان فرعون مصر، وإن كانت العلاقة مع الفراعنة كما مع بابل ليست بطيبة ويمكننا إدراك ذلك الصراع ما حدث مع الملوك الخمسة الذين عاصرهم إرميا أثناء نبوته. - يوشيا الملك (640 - 609 ق.م) قتله المصريون في معركة مجدو. - يهوآخار: أقامه فرعون عوض أبيه وخلعه بعد 3 شهور (2 أي 36: 2). - يهوياقيم: أقامه فرعون عوض أخيه وبقى مواليًا له لمدة 4 سنوات وإذ غلب نبوخذنصر فرعون خضع لبابل وكان موته غامضًا. - يهوياكين: بعد إقامته ملكا عوض والده بـ3 شهور أسره نبوخذنصر. - صدقيا: أقامه نبوخذنصر عوض ابن أخيه. كان في صراع بين ولائه لسيده في بابل وبين محاولته إرضاء الشعب الذي مال إلى فرعون مصر لحمايته من بابل، متطلعين إلى يهوياكين الأسير في بابل كملك شرعي. تحالف صدقيا قلبيًا مع فرعون، فسباه ملك بابل بعد أن فقأ عينيه وسَبَى أورشليم ويهوذا (إر 39: 1 - 7). هكذا كان يهوذا بين حجري رحى وعوضًا عن الالتجاء إلى الله بالتوبة للتمتع بالخلاص اتكأ على هذا أو ذاك. 2 - ظهر إرميا كخائن لعائلته وقريته، إذ شدد على ضرورة الالتزام بما جاء في الشريعة وهي حصر العبادة العامة في الهيكل بأورشليم، الأمر الذي لم يقبله أهل عناثوث بكونهم سلالة الكاهن أبياثار المطرود من أورشليم فكانوا يمارسون الطقوس مستقلين عن أورشليم من جهة أخرى إذ رأَى أهل قريته أن مملكة يهوذا في ثورة ضد إرميا النبي كخائن وطني حاولوا التبرؤ منه حتى لا يُنظر إليهم كخونة للوطن. |
|