رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكما قال أحدهم: “لن تستريح إذا عشتَ على ذكريات الماضي، ولن تهنأ إذا انشغلت بأمور المستقبل؛ لأن راحتك الحقيقية هي في ممارسة الإيمان في يومك الحاضر”. أود، صديقي الحبيب، أن نلغي من قاموسنا عبارة: “ماذا لو؟”، ونقضي معًا على كل ما يخيفنا من أمور قد لا تحدث على الإطلاق بل هي مجرد مخاوف زائفة يقضي بها الشيطان على تمتعنا بالشركة مع إلهنا الصالح المُحب. ولاتنسَ، أخي الحبيب، أن مشغوليتك بالغد ستسرق منك متعة اليوم. إن هذه هي أحد أنواع الظنون التي هي ضد معرفة الله (2كورنثوس10: 5). كما أن الكتاب يعلِّمنا أن نتكل على الله دون الاعتماد على فهمنا البشري الضعيف (أمثال3: 5). لذا لا تحاول، أخي الحبيب، عقلنة الأمور ولا تشغل بالك بما لم يحدث بعد! هذا بالطبع لا يلغي التفكير واستخدام العقل، لكن هناك فرقًا كبيرًا بين التفكير في هدوء ورويّة بين يدي الله القدير، وبين المحاولات المستميتة لفهم وإدراك الأمور، بل وأحيانًا نحاول التدخل بمجهودنا البشري كي نحاول منع أمرٍ يخيفنا ولم يحدث بعد! كم نعلن بقولنا: “ماذا لو؟” عن شكوكٍ في صلاح الله وأمانته طوال الرحلة! وكم تحزن قلوبنا أيامًا بل وشهورًا وقد تصل لسنين بسبب ما ترسخ في عقولنا من أوهام بلا أساس! الكتاب لا يعلمنا أن نغلف شكوكنا ومخاوفنا وترددنا بغلاف عنوانه: “ماذا لو؟”، لكنه يعلمنا أن نتكلم دائمًا بيقين وإيمان في إلهنا الصالح المُحب، وأن يكون هذا الإيمان قد ملأ قلوبنا قبل أن ننطق به بألسنتنا. هل تعرف ما هي لغة المؤمن الحقيقي؟ إنها اللغة التي استخدمها الرسول بولس في كتاباته حيث قال يومًا: «وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ» (رومية8: 28). فلنجعل لغتنا هي لغة الإيمان والثقة وفيما يخص الغد! فلنُلقِ بحمل الغد على مَن يحمل الغد ونثق بأنه هو يعتني بنا (1بطرس5: 7)! |
|