أن نفس هاتين الكلمتين كادتا أن تمنعا موسى من الخضوع لله وإنقاذ شعب الله من العبودية؟ فحينما دعاه الله وأمره بالذهاب إلى مصر لإنقاذ شعب إسرائيل قال: «وَلكِنْ هَا هُمْ لاَ يُصَدِّقُونَنِي وَلاَ يَسْمَعُونَ لِقَوْلِي، بَلْ يَقُولُونَ: لَمْ يَظْهَرْ لَكَ الرَّبُّ» (خروج4: 1). والآية تأتي في بعض الترجمات: “ماذا لو لم يصدقونني؟”. كان الله يؤكد لموسى أنه سيفعل ذلك، لكن موسى لم يكن يصدق. ويا له من موقف مؤسف! لكن دعنا لا نتعجب، صديقي، فنحن كثيرًا ما نمتنع عن خدمة الرب وإكرامه بسبب هاتين الكلمتين! وكثيرًا ما تتسبب هاتان الكلمتان في تعطلنا وتوقفنا وحرماننا من أمور عظيمة قد أعدها الله لنا كي نكرمه من خلالها! قد تأتيك الهواجس: ماذا لو فشلت في هذه الخدمة؟ ماذا لو لم يقبلوني معهم؟ ماذا لو أصابني الخجل؟ وتظل سنين طويلة حبيسًا في زنزانة مظلمة ذات قضبانٍ زائفةٍ عنوانها من الخارج: “ماذا لو؟”.